المقالات

وبعض الأرواح لاغنى عنها..


كوثر العزاوي ||

 

هي روح جميلة التقَيتُها في عالَمٍ مجهول لدى الناس، إلّا القليل ممن وَعى الغايات السامية وعاش همَّها، في يومٍ كنا كالغرباء والشمس مذبوحة في وطني.!

إنها حكاية جميلة سكنت روحي بمعانٍ نادرة، لا تُشبهها حكايات الجدّات مع البراءة في عالَم الطفولة

لانّ حكايتنا حكاية زهورٍ في واحات العفة والعطاء، للتوّ تفتّحت فقطفتها أيادي العبث في حقبة البعث فاقد الشرف والغيرة والحياء، ليلقي بها في نائيَ البقاع، حيث لا نِماءٍ ولامتاع!! إلّا أنّ الخير كل الخير فيما وقع، حيث تحوّلت أقبيَتُهم إلى أفنيةٍ للبِرِّ والإخاء، نفحاتٌ هنا وفيوضات هناك، وفي فناء الرشاد عرفتها أختًا أنجبتها الأقدار ولم تُنجبها أمي، فأصبحَت يومئذٍ رفيقةَ مِحْنة، وجودها مِنحَة! صديقتي ونصف ابتسامتي، والجزء

الظريف الطريف في حياتي، حروف اسمها كعبيرِ الخزامى عابقة، صادقة عفوية الطبع، ومن بين ثنايا اسمها "عطور"يفوح الصدق أريجًا، وبالعفاف والإخاء والإخلاص مكلّلًا، إنها رفقة المبادئ، ورفيقة الطريق اللاحب، والجزء الجميل في باكورة "الحبايب" وكلما عدتُ بأفكاري لزمانٍ جمعتنا علائق المحنة وشراكة الشدة وشِراك الضيق والبلاء، وكيف كنا ومازلنا نعضُّ على الجراح، والنواجذ تبرقُ، وذكرياتنا لاتموت بل تنبض بالحياة والعطاء مادام فينا قلب ينبض لأنها الجزء المهم من حاضرنا! وكلما فتَّشتُ بين ثنايا الضحكات التي كنّا ننتزعها عنوة من بين ركام الآهات فقط لكي نضحك كالأطفال، تأخذني الأحاسيس نشوى حيث أحلامنا العصيّة التي تأبى الإنطفاء وتكرهُ الإنكفاء، رغم عقبات الأقدار وتقادم الاعمار، لأننا نؤمن: كلما زادت كفّة البلاء ارتفع منسوب الأمل والثقة بالله لترتفع معها المقاومة والإصرار، والصبر حتى الانتصار وشعارنا:

{قُلْ لن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} التوبة ٥١

فياإلهي وربي، أعيذها بكَ يالله وبحصنِ أحبِّ الخلق إليك محمد وآله الطاهرين، اسندها ومن كلّ ما يُبكيها ويؤلمها وينتزع ابتسامتها فسلّمها، ولباس العافية أَلبِسها، وعاجلًا بالشفاء أبرئها وتمّم لها، ياسميع الدعاء إنك قريبٌ مجيب

 

١٢-رمضان١٤٤٤هج

٣-آذار٢٠٢٣م

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك