المقالات

نفحات قرآنية ﴿38﴾


رياض البغدادي ||

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

«وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿6﴾ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿7﴾  وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿8﴾  وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿9﴾  وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿10﴾»

لما بينت الآيات السابقة حكم قذف الأجنبيات، انتقل الكلام في هذه الآيات الى حكم قذف الزوجة، ومعلوم أن الزوج حريص على إبعاد المعرة عن نفسه وقومه، على خلاف القذف في زنا الأجنبيات، فكان حكم الله تعالى في أمر الزوج مع زوجته أشد، بأن تُعلن أمام الناس فضيحته وفضيحة قومه، وتبعات الفضيحة التي ستلحق بقومها، وإن ذلك لعمري كفيل بحماية النساء ومنع الادعاء والتجني على العفيفات المؤمنات، لرغبات آنية أو سوء تصرف أو لحظة غضب، قد تصدر من زوج تجاه زوجته.

وقد اختلف الفقهاء في أحكام اللعان وما يترتب عليه من تفريق أو عدمه، وكل ذلك يُرجَعُ فيه الى كتب الفقه.

ادعت الخوارج أن الزنا والقذف يُعَدُّ من الكفر ويُرَدُّ عليهم بوجهين:

الأول. أن الكفر لو ثبت عليها بلعانه فالواجب أن تُقتل لا أن تُجلد أو ترجم.

الثاني. إن الرامي إذا صدق فهي زانية، وإن كَذَبَ فهو قاذف، فعلى قولهم لابد من كفر أحدهما، وذلك يكون (ردة) فيجب أن تقع فرقة الردة، ولا لعان بينهم أصلًا.

وأعلم إنه سبحانه لما بيّن حكم الرامي للمحصنات والأزواج على ماذكرنا، وكان في ذلك الرحمة والنعمة ما لا خفاء فيه، لأن الله تعالى جعل باللعان للمرء سبيلًا لمراده، ولها سبيلًا لدفع العذاب عن نفسها، ولهما السبيل الى التوبة والإنابة، فلأجل هذا بين تعالى بقوله ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ﴾ عظّم نِعَمَهُ فيما بَيَّنَهُ من هذه الأحكام، وفيما أمهل وأبقى ومَكَّن من التوبة، ولا شُبهة في أن في الكلام حذفًا ،إذ لابد من جواب، إلا أن تَرْكَهُ يدل على أنه أمر عظيم، ورُبَّ مسكوت عنه أبلغ من منطوق به.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك