المقالات

الإعلام ومسؤوليته تجاه المجتمع


الإعلامي صبيح المرياني ||

 

تنشر الوسائل الإعلامية بمختلف أشكالها وبشكل يومي أخبارا متفرقة عن عمل القوات الأمنية ، ومن بينها أخبار عن إلقاء القبض على متاجرين ، وناقلين ، ومتعاطين للمواد المخدرة في محافظات البلاد المختلفة ، فضلا عن كميات مختلفة من هذه المواد ، حيث بدأت الكميات قبل بضع سنوات بعدد قليل من الحبوب ، والغرامات المخدرة ، وقد وصلت اليوم الى الآلاف من تلك المواد المدمرة لصحة الفرد وحال المجتمع ، وتمثل العمليات الامنية جهودا كبيرة تشكر عليها الجهات الأمنية بجميع عناوينها ؛ كونها تعمل على مكافحة هذه الآفة الخطيرة المهددة للمجتمع ، وتبذل قصارى جهدها وتضحي برجالاتها من أجل القضاء عليها.

لكن اللافت للنظر مقابل تضحيات الجهات الأمنية هو التهاون وتضاؤل مستوى الشعور بالمسؤولية إعلاميا ، ففي بلادنا عدد كبير من القنوات الفضائية والإذاعات المختلفة ، تتحدث جميعها عن أنها الصوت المؤثر والمميز في المجتمع ، أو أنها شاشة العائلة العراقية ، لكننا لم نشهد طيلة السنوات الماضية نشاطا مميزا يحسب لها على مستوى محاربة ظاهرة المخدرات في المجتمع ، وليس هناك سوى نقل أخبار إلقاء القبض على المطلوبين وضبط كميات من المواد المخدرة التي تكون بحوزتهم ،  وهذا الامر يعد نقصا واضحا في الرسالة الإعلامية والصحفية ، خصوصا الوسائل المتخصصة منها في المجال الاجتماعي ، وهنا لا بد لكل الوسائل الإعلامية والصحفية أن تكثف جهودها في عمل السبوتات التوعوية القصيرة ، والبرامج الهادفة ، بل حتى المسلسلات الناقدة للظاهرة المدمرة للمجتمع ، وكلنا يعلم مدى تأثير هذه الوسائل على تغيير اتجاهات المجتمع وسلوكياته ، سيما اذا تم توظيف ونشر مثل هذه النشاطات والفعاليات على مواقع التواصل الاجتماعي ؛ وهو أمر من شأنه أن يحقق انتشارا للمحتوى الجيد والهادف ، الذي يسهم في بناء المجتمع وحمايته من الاخطار المحدقة به ، من ثقافات دخيلة وتقليد اعمى وحلول اجتماعية ونفسية .

ومن يتغلغل في المجتمع ويسمع قصص جرائم المتعاطين للمخدرات يقف مذهولا من الحال الذي وصلوا إليه من تدني الذات ، وعدم إحساسهم بالمسؤولية ، بعد ارتكابهم جرائم زنا المحارم وغيرها من قتل وخطف وسرقة ، بل وصل الأمر للانتحار في بعض الاحيان ، ناهيك عن حالة القلق والذعر التي تعيشها العديد من الاسر العراقية خوفا على ابنائهم من الوقوع بشرك عصابات تجارة المخدرات ، وبالنتيجة ضياع مستقبلهم ، إن ما نحتاجه اليوم هو  نشر الوعي حول خطر هذه الظاهرة ، وكلنا مسؤولون بالتأكيد ؛ لأن خطرها إن كان بعيدا عنك اليوم فهو قريب منك غدا.

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك