المقالات

أشلاء في المطار..!


سفانة العامري ||

 

في احدى ليالي الشتاء الباردة، التي جمّدت الدماء في العروق، كأنها توحي بانتهاء عهد الدفء. وَمَضَت السماء ومضةً، أتبعها صوت زعزع السلام في داخلي، ماهذا الصوت الذي إنتزع قلبي من مكانه؟!

هرعت الى هاتفي، أتصفح القنوات الموثوقة، إلتصق وجهي بقناة (أصحاب القائم عج 313) التي تعنى بعلامات الظهور الشريف وعلاقتها بالأحداث السياسية المعاصرة.

لم يكن قصفاً في داخل المطار فحسب، لقد كان داخل روحي، الأخبار تتوالى، وضربات قلبي تأبى الإستقرار، فتارةً أتشبث في قشة أملٍ هشة، وأُخرى أنوح كإني إبنة من غُدِروا او أُختهم.

ليلة بألف ليلة، لم يكن يخطر في بالي بأن أتمنى لو اني خلقت ذكراً، لكي أثأر لدمائهم، لكني تمنيت ذلك، في تلك اللحظة التي أنزلت قناة (إيران بالعربية) بضع كلمات في صفحتها (انا لله وإنا إليه راجعون) هذه الآية كانت كفيلة بإيقاد النار في داخلي، ليغلي دمي أكثر، وقد زاد حقدي على من زاد ضحكه شامتاً، قد كرهت بعض أبناء وطني الذين رقصوا على جراحي، ولعنت بعض أبناء جلدتي الذين أشعلوا فتيل قلبي بإلعابهم النارية وإحتفالاتهم، بموت من هم أحق منا بالعيش في هذا البلد الذي إشتروه بدمائهم، فقاسمٌ قاسَمَنا عنائنا بعد تركه لوطنه ولعائلته ولجاهه، ليعيش كأمير المؤمنين عليه السلام عيشة بسيطة، يفترش التراب، ويجاهد في سبيل الله، وآخرُ ذو شيبة بيضاء كأنها شيبة حبيب بن مظاهر، لا يملك في العراق غير قلوبنا وعائلته.

اما أعمالهم فهي فلا تُعَد في سطور، ولا تُستَحضر في ليلة، فقد حرروا السبايا من يد الدواعش، لا يهمهم لأي دين تنتمي تلك السبية أو مذهب تلك، بل ارادوا القرب من زينب ، وشاهدوا موت الاحبة فواسوا زين العابدين، تقطعت أجسادهم فواسوا الحسين عليهم السلام أجمعين.

اما في آمرلي والبشير والعلم، وتل اعفر والساحل الأيمن والأيسر، فقد كان إسمهم كفيل في إنزال السكينة على قلوب الصابرين ويزرع الرعب في قلوب الدواعش، الذين يعلمون ان أخوّة ابو مهدي وسليماني تعني إتحاد دولتين كاملتين،لذلك قرر الأعداء إنهاء حياتهم فهل ماتوا في أنفسنا؟

أم أن كل قطرة دم سُفكت منهم، قد انبتت صغارا لهم على دربهم سائرون.

انهم تجلي إتحاد إيران والعراق فقد تعاهدا على ان يبقيا سويا حتى استشهادهما، فطحن العظم بالعظم، واختلط اللحم باللحم، وذاب الدم بالدم، وتعانقت الأرواح وصعدت أشلاء المطار الى السماء، لتنتظر قيام دولة الحق، لتجتمع كما أجتمعت أشلاء طيور ابراهيم عليه السلام، فيعودان لإستكمال مسيرته الجهادية.

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك