المقالات

اقتحام دار الزهراء "عليها السلام "انتهاك لسيادة الدولة


علي الخالدي ||

 

     في الاعراف الدولية يواجه كل من يقوم باساءة لأي شخص يحمل صفة حكومية، ان كان معلم في مدرسة، او شرطي في شارع، او يقوم بإهانة او تمزيق علم البلاد الذي هو عبارة عن قطعة قماش، يعنف صاحب الفعل حسب الإساءة، ويلاقي اشد العقاب بضوابط القانون بالادانة او الاستهجان او  بالسجن او الإعدام ،لأن هذه الشواخص تمثل الدولة ورمزيتها محليا ودوليا، وقد يكون المسيء من داخل البلد جاهلا بالاحكام، وربما يكون من خارجه فتسمى اعتداء وممكن ان تجر البلاد لقطع العلاقات الدبلوماسية وقد تصل لحالة اعلان الحرب.

     ولعل من المفيد ان نؤكد ان الزهراء عليها السلام تمثل رأس هرم السطة  الإلهية، ومقدمة مقامات حكومة الله في ارضه، وفي اولى المراتب التي رتبها الله فيها، فضلا عن انها بنت نبي الأمة ورسولها، وزوج علي وصيه ووزيره ونائبه، ومحاطة بكل اشراط الحصانة الربوبية، بناءً على ما تقدم فاذا تعرض شخصها الكريم، او بيتها لأي تجاوز او إساءة، فستحسب اعتداء على الدولة الإسلامية، ناهيك عن فضلها وقربها من رسول الله صلى الله عليه و آله، لهذا وجب على الأمة ان ترد الإساءة على أقل تقدير بحماية رعاياها، لكن الأمة فشلت في ذلك الامتحان والاختبار بتوفير الامن لمواطينها، فبررت هذا الفشل والخذلان بأن الزهراء لم يعتدى عليها ولم يحرق دارها معللة ذلك بعذر أقبح من الذنب ، بدعوى تعرضها للتهديد فقط دون الحرق، والاخير متواتر في كتبهم وعند بعضهم هذا الحدث محفل تفاخر، حيث انشد الشاعر المصري حافظ ابراهيم والذي يسميه العرب شاعر النيل، قصيدة يبتهج فيها بتهديد دار الزهراء بالحرق وهي فيها :

وقولةٍ لعمرٍ قالها لعلي - اكرم بسامعها اعظم بملقيها.

حرقتُ داركَ لا ابقي عليك بها - ان لم تبايع وبنت المصطفى فيها.

    ولعل من المفيد ان نؤكد ان الحطب من امام دار الزهراء عليها السلام، ما يزال على بابها مهدداً بحرقه، ان لم نسرع بانكار الذات ومضاعفة جهود التبيين في التبشير بقرب ظهور صاحب الثار، وتطوير القدرات وبناء القواعد الممهدة لولدها المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك