المقالات

صدام والحفرة..!


مانع الزاملي ||

 

العالم المتابع لسلوك صدام في التهديد ضد قوات الاحتلال الامريكي قبل الغزو ،يسجل انبهار بعض العرب في افريقيا وفي الاردن الرسميين منهم والشعبيين ببطولة الرئيس حيث توقعوا ان الامريكان والجيوش المتحالفه معهم ستباد جميعهافي اشرس معركة في التاريخ ، وسوف تحرق مئات الالاف من الدبابات والمدرعات وكل وسائل الحرب المستخدمة ضدالعراق، وستتحول اسرائيل كلها لمحرقة لايعلم منها البشر من الاليات ، وستحرق الدول التي مهدت وساندت العدوان في تواجد قوات امريكية على اراضيها ، وكل ذلك كان مقرر في ساعة شن الاعداءالحرب ضد العراق  ! او ضد جيشه في الكويت المحتلة انذاك ، وراهن الكثيرون على قيام القائد الضرورة الملهم بالتصدي، شخصيا ومطاردة الغزاة في عرض الصحراء الغربية والجنوبية المحاذية للعراق ، وكذلك الايعاز للقوة الجوية العراقية بأغراق كل حاملات الطائرات في عرض البحر وتدمير القواعد الجوية في اراضي قطر والكويت والعربية السعودية ، وكذلك ازالة قاعدة انجرليك الجوية في تركيا من الوجود، وتوقع المغرمون والمصدقون بعنتريات قائد العرب ان تستمر المنازلة لشهور وستعلن امريكا اعترافها بهزيمتها امام خطط المهيب الركن صدام حسين مجيد التكريتي !

واندلعت الحرب وجابهها صدام ببيان متلفز اهم ما نطق به هي عبارة ( لقد غدر الغادرون ) هو لم يكن غدرا ، لان الغدر هو العمل الذي يقوم به شخص او دولة دون توقع ذلك منه! وامريكا بقيت شهور تحشد قواتها وتنتزع قرارات اممية ضد صدام وحماقاته، وان كان يحزنني ماحصل لجيشنا البطل لانني كنت احد كوادره لعقود من الزمن ، لكن سرد الحدث لايعني انني سعيدا في انهيار سدنا المنيع الذي هدمه الطغاة،

واحتدم النزال ، حرب برية شرسة في الصحراءوصواريخ تنطلق ضد العراق ومؤسساته المختلفة وتصدى الابطال للامريكان رغم عدم التكافؤ بين الجيش العراقي المحاصر لسنوات تسليحيا ، وبين اقوى جيش في العالم مزود باعقد التقنيات الحديثة !

وبعد ايام لم نسمع شيئا عن الضرورة ، واقتحم الجيش المحتل ارض العراق الطاهرة وشارفت الجيوش الغازية على مداخل بغداد ! وكلنا ننتظر الساعة التي سيقوم صدام بالانتقام من المحتلين والقاءهم في مزبلة التاريخ ، لكن لم نسمع للرئس والقائد الضرورة حسيسا ولانجوى!

وسقطت بغداد ، وانهزمت القيادات العسكرية بين من خان امانته واتفق مع المحتل وبين من قتل او تم اسره ، ووضعت الحرب اوزارها ولم يعلم احد مصير الرئيس ! فمن قال انه اقتحم الجيش الامريكي في المطار وهو يمتطي مدرعة خصصت للانتحارلكي يكتب في التاريخ انه اول قائد يقتحم الموت ثأرا للعراق الذي استباحه الاعداء ! وبين قائل ان الرئيس تم اسره بعد ان اثخن بالجراح وهو يشتبك مع القائد الامريكي سيء الصيت شوارتس كوف! وذابت كرة الملح الرفاقية حيث لم نشاهد فرق الحرس الجمهوري وهي تلقن المعتدين درسا في التصدي والبطولة !'ولم نشاهد قوات القدس ولارفاق الدرب في حرب شوارع ضد العدو !

وانطلق الامريكان يبحثون عن صدام ، وفي مثل هذا اليوم 13/12/2003 تم العثور على صدام مختبئا بحفرة لااتمناها لأي عراقي فضلا عن الرئيس ، لانه في كل الاحوال كان رئيس بلدي ، ووضع مثل الذي حصل له يؤلمني لانه سيذكر في صفحات التاريخ ان الرئيس العراقي وجد مختبئا في حفرة وليته لم يفعل رحمة بكرامتنا التي دنسها الغزاة ! وفي احدى جلسات المحكمة الخاصة قال صدام بلحمه ودمه ونبرة لسانه المميزة (جاء الامريكان  لمكان اختفائي وقالوا من هنا كلتلهم انا يابه انا صدام حسين ) واكررها ليته لم يفعل !

ومع هذا الحدث واعتراف الرئيس بحفرته سيئة الصيت يهذي البعض مدعيا ان صدام لم يكن في الحفرة وانما هي فذلكة اعلامية صنعها الامريكان لكي يشوهوا سمعة الرئيس !!

لو افترضنا جدلا صحة الرواية هذه ! كيف نقنع عقولنا التي سمعت من صدام اعترافه انه تم العثور عليه وهو الذي قال ( انا يابه انا صدام هين )

اليوم يوم الحفرة التي عثر على صدام فيها ولا نصيب له ولا للصداميين من مجد ورجولة بعدها ، وليست من الظالمين ببعيدة كل الظالمين مهما تجلببوا بالشعارات او المسميات المقدسة .

=

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك