المقالات

التفكير خارج الصندوق.إصلاح العقل أولا..!


سلمى الزيدي ||

 

الشعوب تتقدم بالفِكر والقيَّم والايمان بالوطن والتضحية في سبيله والأخلاق  والإِنتماء والسلوكيات الايجابية والهدوء.. وتضيع بضياع هذه الخصال. لا تظنوا أعزائي، أن أسباب هجرة  الناس الي الغرب هو من أجل الأبنية والمناخ المعتدل والبُنية التحتية... بل المعاملات والسلوكيات الحسنة. 

من المعروف أن العمل السياسي في كل زمان ومكان، يبدأ قيميا مبدئيا وينتهي ذاتيا، وفي حالات اشد وضوحا وأكثر سعة، يبدأ وينتهي براجماتيا نفعيا.

وبالتالي تتفكك الروابط المنطقية بين العقل السياسي والوعي الجماهيري، وهو ما أدى بالضرورة  إلى تآكل الدور التنموي للوعي السياسي.

ولذلك احتلته البنية التقليدية التي جاهدت لمقاومة الصدمة التي أحدثها التغيير النيساني الكبير عام 2003في بداية عهد الدولة الجديد’

وما يمكن استنتاجه اليوم، هو أن البنية التقليدية قد انتصرت على البنية المبدئية.

إننا نسير وعقولنا مغلقة والأخطر دون أن ندري، نحن بحاجة الى أن نطرح أسئلة فكرية في النقد والشك والتربية...

إصلاح العقل هو إصلاح المجتمع وفساده فساد للمجتمع.  وبالتالي ينبغي علينا التخلي عن التفكير التلقائي استنادا على ما يدور في الذهن من حب التقليد والسطحية في معالجة الأمور اوعلي ما وصلنا من بعض تراثنا الفاسد والتركيز في التفكير بالتدبر الذي نزن به حسن التصرف والصدق في المعاملات.

 ينبغي ان نتساءل عن وجهتنا والفرار من الذاتية السلبية وترسيخ ثقافة الانتماء لهذا البلد والتفاني فيه وفي مصيره بين الأمم والتفكير الجماعي وإشاعة ثقافة الحوار وادب النقد..

 اضف الى هذا غرس روح الإحساس بالمسؤولية في العام والخاص. ويمكن لنا تصميم أفكار ومؤسسات تعزز السلوك الإجتماعي.

 أن التفكير خارج الصندوق من واجب -صانعي السياسات والعلماء والمفكرين والمثقفين وأصحاب علم الاجتماع والفلسفة  ويمكنهم البحث عن آلية لكسب العقول وإصلاحها  كي نتخذها كأساس لأنواع جديدة من التدخلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وسيكون لها لا محالة تداعيات ايجابية على مستوى التنمية الاجتماعية والتكيف والتعليم والاقتصاد..

 يقول أوغست كونت "الأفكار تغير العالم"، فبناء العقل يؤدي إلى انتشار ثقافة الإخلاص وفن العمل و المعاملات الإنسانية، والرهانات لا تتحقق وفق ما ترغب فيه بل وفق العمل والبناء.

 كان هذا حين كان بناء العقل والوعي هو هدف الحياة والعيش لا بناء المشاريع الفارقة والمحلات التجارية والأبنية وتكديس الأموال والمنازل وتزيينها وتبذير المال حتى أصبحت ثقافة راسخة في فكر معظم العراقيين.

ومع اني لا اكره الانفاق الا انني احب ان اضع عليه لمسة فيما يسمى ب "فقه الأولويات في الإنفاق".

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك