المقالات

حين تسقط الشجرة تتفرق القرود


نزار الحبيب ||

 

تعتبر عبارة (حين تسقط الشجرة تتفرق القرود) إحدى أهم مقولات الزعيم الصيني ماو تسي يونغ، وقد إقتبسها من كنوز الأمثال الشعبية الصينية القديمة والتي تبحث عن حل جذري لأية مشكلة تواجه الفلاح الصيني. وكان ماو يقصد أنّ أنصاف الحلول لا تجدي نفعا. وأنّه في لحظة ما، ومن أجل الحصول على حل جذري لا بدّ أن يقوم المجتمع بخطوات عملياتية شديدة الوضوح.

مشكلة الرواتب، ومشكلة الأزمات المالية المتعاقبة على السلطة تتطلب حلا جذريا واضحا. ولا بد من سقوط أشجار عالية. ولا بد من تفريق القرود المستهلكة التي تأكل الثمار ولا تترك وراءها الا الفوضى.

السلطة تنتج أزماتها تلقائيا؛ لأنها تقوم على قواعد قديمة كانت تصلح في التسعينيات وفي ظروف العراق انا ذاك محددة لم تعد قائمة الاّن. والسيد محمد شياع السوداني يعرف تماما أن الظروف العالمية والدولية المالية والسياسية قد تغيّرت كليا، ومن الممكن إعادة هيكلة النظام المالي والنظام الاقتصادي والتفريق بينهما حتى يستطيع الاقتصاد العراقي أن ينتقل من مرحلة الاستهلاك الى مرحلة الانتاج.

قوانين الاقتصاد التي وضعها الفيلسوف وعالم الاقتصاد الاسكتلندي اّدم سميث في القرن الثامن عشر لا تزال تدرّس في اعظم جامعات العالم وبالذات كتاب ثروة الامم وأن أفضل الطرق للنجاح هي تعزيز المبادرة الفردية، والمنافسة، وحرية التجارة، بوصفها الوسيلة الفضلى لتحقيق أكبر قدر من الثروة والسعادة.

نحن في ظرف استثنائي غير مسبوق، لا نحن دولة كاملة، ولا نحن ثورة متكاملة، ولا نحن جغرافية متواصلة، ولا ديموغرافية متساوية. وفي درب مرحلة النهوض الشاق لا بدّ من الوضوح في الشعار ولا بد من تعريف الأدوات بشكل واضح ومتفق عليه:

- قوى الإنتاج هم العمال والفلاحين وليسوا الموظفين.

- أدوات الإنتاج هي الأرض والمصانع الصغيرة وليست الوزارات وأجهزة الأمن.

- علاقات الإنتاج هي علاقات التنمية المستدامة وليست وكالات الاستيراد التي تتسابق لاحتكار السوق.

يجب أن تسقط شجرة الإستهلاك؛ لأنها صارت أكبر مما يحتمله المجتمع، ويجب أن تتفرق قرود الاستهلاك التي تملأ الدنيا صراخا ولا تشارك في أية عملية انتاجية سوى تدمير المحصول كل سنة.

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك