المقالات

التحكم بالكرسي خير من الجلوس عليه..!


محمد شريف أبو ميسم ||

 

من بين أهم المباديء الصهيونية التي ساهمت في تكريس حالة التحكم بالقرار السياسي في دول عديدة من العالم، يتصدر المبدأ الصهيوني القائل "ان التحكم بالكرسي خير من الجلوس عليه"، وهو مبدأ قائم على النفوذ والقدرة على التأثير فضلا عن توظيف أدوات الابتزاز السياسي التي عرفت بثالوث (المال والنساء والترهيب) في مجتمعات ما قبل العولمة، ولكنه في ظل ما يشهده العالم حاليا قائم على التفوق بكل أشكاله في اطار ما يسمى باقتصاد المعرفة، مدعوما باحتكار أدوات العولمة الاقتصادية والثقافية والأمنية والتحالفات والاندماجات الجهوية، ما رسخ تبعية الحكومات الهشة في مناطق مختلفة من العالم لسلطات تختفي وراء مسميات متنوعة، تتجلى تارة بهيئة منظمات دولية تتدخل في ادارة شؤون البلدان رغما عنها بما يشبه الوصاية أو تحت مظلتها، وتارة أخرى بدعوى الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان، أو ربما بهيئة منظمات انسانية أو منظمات ترتدي حلة التؤمة والتعاون الثنائي.

بيد ان المنعطف الكبير في فلسفة الهيمنة التي تتبناها الصهيونية العالمية تحت مظلة العولمة، صنعته الفكرة القائمة على "الحرية والملكية والمسؤولية الغير ملزمة" التي تتبناها في اطار ما يسمى بالليبرالية الجديدة، حيث تتبلور سلطة رأس المال لتحل محل الجالسين على الكراسي في الدول التابعة بدعوى الحرية في البيئات الاستثمارية تحت يافطة مواطنة الشركات التي تمنح الرساميل الأجنبية حق المواطنة فتكون للشركات الاستثمارية أو من يمثلها حقوق سياسية في المشاركة بالعملية السياسية وضمان حق الشركات والأفراد في تأسيس الأحزاب أو دعمها وحق الأفراد العاملين بالشركات في الترشيح والانتخاب بجانب الحقوق الاقتصادية والاجتماعية الأخرى. 

وبالتساوق مع هذا المعطى ، تلتزم الصهيونية العالمية بجملة ثوابت وردت في بروتوكولات حكماء صهيون، وتطورت عنها العديد من المخرجات التي جعلت من المتغيرات "بوصفها الثابت الوحيد في هذا العالم على وفق الفكر الليبرالي" محورا مهما في فلسفة الادارة عن بعد وبما يجعلها محط دراسة وتقويم واجتهاد علمي مستمر، يقوم عليه عدد كبير من المختصين، لتكون كل المتغيرات بما فيها التي تأتي على خلاف ارادة من يتحكم بالكرسي، خامة لصناعة الحدث أو صناعة الأزمة ان اقتضى الأمر.

وبهذا تشترك سلطة المال في حدود الدولة مع أدوات العولمة والتحالفات والاندماجات الجهوية تحت مظلة ليبرالية السوق، مدعومة بالتفوق العلمي والهيمنة على اقتصاد المعرفة ليتبلور عنها شكل جديد لمفهوم التحكم عن بعد بكل أنواع الكراسي.

1:53 م

Mohammed

Mohammed Sharief

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك