المقالات

ما بين الطارمية وجرف الصخر !؟


عمر الناصر ||

 

 كاتب وباحث سياسي

 

قراءة وتحليل …

 

💢 ‏ جرف الصخر والطارمية لهما خصوصية والقاسم المشترك بينهم هو قرب الاثنين على الاماكن الدينية المقدسة في كربلاء والكاظمية كلاهما يقع على مسافة ٥٠ كم الى ٦٢ كم تقريباً من المنطقتين اعلاه وهي مسافة قريبة للتنظيم عند التخطيط لشن هجماته تجاه هاتين المدينتين .

💢 الطارمية لا يمكن مقارنتها ووصفها وادراج وضعها في نفس خانة جرف الصخر نظراً لحساسية الموقع الذي تقع في منتصف "مثلث شيعي" متمثل ( بالحسينية * الدجيل * الخالص ) ضمن مسافة ٥٥ كم الى ٦٥ كم ومابين كل منهم ولايمكن اطلاقا ان تكون من ضمن نفس الحسابات والتعقيدات وخط المعادلة الموجود في جرف الصخر.

💢 ما يقوم ويأتي به الجهد الاستخباري من معلومات عن الطارمية هو دقيق لكن يحتاج لحرفية وتكثيف اعلى في جمع المعلومات وبنفس الوقت هذا جزء من الحقيقة التي تسحب الاضواء اليها ولكن الوجه الاخر هناك هو صراع حزبي مناطقي بأمتياز وتنافس حاد مع منطقة التاجي وذراع دجلة وبقية المناطق المحيطة بها وتدخل من ضمن حسابات السعي لبسط السيطرة والنفوذ السياسي هناك .

💢 دخول داعش للطارمية في الماضي واكتواء اهالي تلك المناطق بنار الخراب والارهاب جعل المنطقة  ترفض رفضاً قاطعاً تواجد اي نشاط او تأثير لداعش فيها، وهذا لا يعني خلو او عدم وجود عناصر من التنظيم تحاول التخطيط لشن عمليات ارهابية من هناك ، الا انه من  المستبعد ترجيح انطلاق اي عملية ارهابية من المنطقة او محيطها تجاه بغداد او الى بقية المناطق الاخرى بسبب الطوق الامني المفروض عليها وتركيز القوات الامنية والحشد الشعبي على موضوع استقرارها .

💢 اتخاذ داعش استراتيجية تلون الحرباء وسعيه بأستمرار لخلق تكتيك جديد لاعادة انتشاره وتموضعه بمناطق جديدة لنشاطه غير تلك التي كان له فيها موطئ قدم او الحواضن التي اصبحت تحت انظار القوات الامنية والتحالف الدولي يجعل جهده مضاعف في البحث عن بديل لما كان بغية اعادة ترتيب صفوفه خارج دائرة الخطر .

💢 الموقع الجغرافي للطارمية حساس جداً يقع في منتصف مثلث ذو اغلبية شيعية ( الخالص - الحسينية - الدجيل ) ومن الطبيعي جداً ان يكون هنالك قلق ومخاوف لدى سكان تلك المناطق من ان يستغل داعش الخلافات السياسية فتطالهم هجمات ارهابية قد تحدث في المستقبل على اعتبار  ان عناصر التنظيم لهم هدف واضح يتمثل في شن هجماتهم على مدينة الكاظمية التي هي هدف استراتيجي دائم لهم ، وليس بالضرورة ان تكون من هذه المنطقة تحديداً الا ان التنافس السياسي الغير شريف احيانا يجعل مثل هذه السيناريوهات واردة.

 

انتهى …

 

خارج النص / داعش يرتكز على الناقل في تحديد الاهداف النوعية .

 

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك