المقالات

تفوق الإقتدار المعنوي على المادي


عماد الاسدي ||

 

القوات المسلحة في كل مكان من العالم تعدّ من المكوّنات المهمة جداً للاقتدار الوطني في البلدان، بيد أن هذا الاقتدار و هذا المظهر من مظاهر القدرة الوطنية يكتسب أهمية و قيمة مضاعفة حينما لا تكون تجلياته مجرد اقتدار يحققه السلاح.

السلاح مهم و الرجل المسلح قادر علی الدفاع ،إلا أن الأهم من السلاح هو القوة المعنوية و القدرة الروحية للرجل المسلح ، هذا ما يجعل الاقتدار الوطني للبلد اقتداراً معنوياً و حقيقياً لا يقبل الزوال ، إذا كان للشعب رجال و شباب مسلحون و جنود شجعان رشيدون استضاءت قلوبهم بأنوار الإيمان و تعززت إرادتهم بقوة الإيمان و صلابته، فسيكون له اقتدار قلّ ما يمكن ملاحظة نظير له في كل أنحاء العالم بل علی مرّ التاريخ ،و أنتم اليوم ترتدون مثل هذا الرداء يا ابطال الميادين من ابناء الحشد المقدس .

دعونا ننظر للأمر من زاوية اخرى:

التجارب المتجددة في العالم اليوم تكشف للإنسان حقائق عجيبة ، يلاحظ العالم اليوم أن الجيش الاسرائيلي الصهيوني المدجّج بالسلاح الذي استطاع فرض هيبته و اقتداره علی نظائره من الجيوش في البلدان العربية، اضطر حيال إيمان الشباب الشجعان البسلاء في حزب الله أن يرضی بذلة الهزيمة و أن يعترف بضعفه و عجزه أمام هؤلاء الشباب المؤمن ، هذا معناه تفوّق الاقتدار المعنوي علی‌القدرات المادية.

ونوضح بشكل مختصر معنى الاقتدار:

ولأن الاقتدار تعبير عن القدرة على تحقيق شيء وفعل ما يريده الانسان الفرد، فان البحث في هذا المجال ينصرف -غالباً- الى الاقتدار الذاتي الذي يبني في الانسان الفرد القوة على تقرير مصيره وصناعة الحدث والمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بحاضره ومستقبله، في مقابل التحكّم بحالات الهشاشة والضعف التي تنتاب بعض النفوس ذات القابلية على الهزيمة النفسية.

وكلما طالعنا في هذا الميدان تراءى لنا المشاهد الحيّة والنابضة من سوح المعارك حيث يجسد أبطال الحشد الشعبي بشكل غاية في العفوية، أرقى درجات الاقتدار والقوة في الذات وفي الجماعة، فقد أثبت هذه القوة الضاربة جدارتها في تحقيق الاقتدار على الاصعدة كافة، سواءً في إطار الجماعة او الافراد.

الحشد المقدس صمام امان العراق

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك