المقالات

٦٠دقيقة قبل الانسحاب !؟  


عمر الناصر ||   عندما نريد التركيز بجزئية تعطيل البرلمان وتلكئه عن اداء مهماته التشريعية والرقابية ، فعلينا النظر بدقة ونميّز بين الوان نظرية السبب والنتيجة cause and effect ، ونقارن بين تأثير ارتفاع وانخفاض منسوب البروباغاندا الاعلامية التي ساهمت بمايقارب ٩٠٪؜ من احتقان الشارع وشحن الاجواء العامة وازهاق الارواح ، هي حلقة من ضمن سلسلة احداث تراجيدية كأننا داخل مشهد من فيلم "رحلة داخل الجحيم"، وبين النتائج المرجوة والمتحققة من رسم الاهداف والتشريعات المناطة بمجلس النواب ، لتترجم انذاك عدة تساؤلات في غاية الاهمية منها ، هل ادوا فواعل المطبخ السياسي دورهم الحقيقي لامتصاص غضب التظاهرات الاخيرة ؟ وهل حققت تلك التظاهرات اهدافها الاستراتيجية المعلنة التي تم التخطيط لها مقارنة مع حجم الخسائر البشرية والمادية التي اكتنفت المشهد ؟ ولماذا ذهبت بعض الجهات الاعلامية والفضائيات المسمومة والصفراء بإتجاه التصعيد ولم تذهب بإتجاه التهدئة ؟ واين قنوات تصريف الضغط الحاصل من الازمات !؟ وهل البرلمان سيمضي بعقد جلسته التي تعطلت وتأجلت في ظل وجود اصرار واضح من الاطار التنسيقي على الذهاب لتشكيل الحكومة؟ على اعتبار بأن القرار الشجاع الذي اتخذه السيد مقتدى الصدر، قد اخمد نار فتنة ارادت اشعالها ربما اطراف محلية او اقليمية استطيع وصفهم بالبعوض الذي يعتاش على الدماء ، هدفهم التشفي بمشاهد الاقتتال الداخلي التي تسعى جهات خارجية لايقاد شرارته. اذا لم نكن حياديين في المواقف المصيرية فعلينا ان نكون موضوعيين وفقاً للمسؤولية الوطنية والاخلاقية، ونشيد بموقف السيد الصدر لدرء الخطر ووأد الفتنة ، واعتبار ذلك نقطة شروع وباكورة عمل حقيقية لاعادة الثقة بين الاطراف المتنازعة من اجل حقن الدماء والخروج من عنق الزجاجة. وسواءاً اتفقنا معه او اختلفنا فمن الانصاف ان نقول من يدلني على اي زعيم في العالم غيره استطاع سحب جمهوره المدججين بشتى انواع الاسلحة خلال اقل من ٦٠ دقيقة، في وقت كان من المفترض الالتفات لاهم خطأ استراتيجي ادى الى تعميق الفجوة والهوة وهو عدم التريث بموضوع الاسراع بتهيئة النواب البدلاء من المنسحبين ،في وقت عدم تقبل فكرة ضرورة حث واقناع الكثير من القيادات السياسية على القبول بفكرة الاعتزال التدريجي للعمل السياسي والتداول السلمي للسلطة، لكونه ناجم اما من عدم وجود المكافئ السياسي النوعي لهم حسب رايهم ، او بسبب عدم الثقة من البديل السياسي الجديد و الخوف من قلب الطاولة على الرعيل الاول ، في وقت نحن فيه بأمس الحاجة لتثبيت وضبط ايقاع منظومة الاخلاق السياسية واحترام معايير شرف الخصومة .   انتهى .   خارج  النص / الاستعداد النفسي لقبول الاخر يأتي عن طريق الحوار الاستراتيجي وليس الديناميكي.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك