المقالات

وأوفوا العهد


لمى يعرب محمد ||

 

الوفاء صفة إنسانية، وأدب رباني، وهو من المقدسات الدينية والعرفية عند العرب وقيمة أخلاقية عظيمة، ويكاد يكون الإنسان الذي يجرد من هذه الصفة قد سلبت منه إنسانيته، وإلا فان مضمون الإنسانية هي الذات القويمة في أداء الفضائل، وقد جعل الله تعالى من ناقض العهد بمنزلة الحيوانات قال تعالى: " إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ * فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ".

قد أكد أمير المؤمنين علي (ع) على تحريم البغي وضرورة الوفاء - وفاء العهد والصحبة- فعن أبي عبد الله الصادق عن أبيه(ع) قال: أن رسول الله (ص) كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار ومن لحق بهم من أهل يثرب، إن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضا بالمعروف والقسط مابين المسلمين، وانه لا يجار حرمة إلا بإذن أهلها، وان الجار كالنفس غير مضار ولا إثم، وحرمة الجار كحرمة أمه وأبيه، لا يسالم مؤمن دون المؤمنين في قتال في سبيل الله إلا على عدل وسواء.

نعلم جميعنا إن الله تعالى خلق الفرد ليعيش في ضمن مجتمع مترابط، قائم على التعاون والإخوة، ولذا نرى إن الإسلام قد وضع قوانين تساعد المجتمع على توطيد العلاقات وتماسكها، ويبعد كل عمل يعود بالضرر البالغ على المجتمع، وعلى سلامة عيشه وترابط تكاتفه، وعلى الجميع أن يكونوا حذرين من مصائد الشيطان وألاعيبه، يقول أمير المؤمنين علي (ع) "وما خلق الله عز وجل شيئا، أحسن من الكلام، ولا أقبح منه، بالكلام ابيضت الوجوه، وبالكلام اسودت الوجوه، وأعلم إن الكلام في وثاقك، ما لم تتكلم به، فإذا تكلمت به صرت في وثاقه، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك فرب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة"..

فلنغرس بتراب أرضنا وفاء عهودنا، ونتذكر دائما ان الله قد حرم نقض العهود، فلا نكونن من الخائنين.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك