المقالات

الانهيار التدريجي للمنظومة القيمية..!

1518 2022-09-01

د. حسين فلامرز ||

 

تعتبر المنظومة القيمية واحدة من اركان واساسات التعايش بين الامم والشعوب والحقيقة انها تنبع ويتم تنشئتها في اصغر مؤسسة في المجتمعات وهي مؤسسة العائلة! وترى بعض الامم تزداد عندها الرعاية في هذه المنظوة فتجعلها موضوع مهم ومادة دسمة ضمن النظام التعليمي الذي لابد ان يمر منه الاغلبية ان لم نقول الكل من خلاله فتغذىًوتعطىًوترعىًوبالتالي تحصل على امة تمارس القيم ولاتدعيها!

لايخفى علينا ان خروقات كثيرة تحدث وتمارس ضد المنظومات القيمية في المجتمعات ولكنها في اغلب الاحيان تكون في الخفاء خجلا من مجتمع حقيقي يحترم نفسه! وهكذا يمكن ان تفتخر في أمة انت منها لها قيمها ورموزها وانظمتها الداعمة لكل ذلك!

ماحدث في العراق وبشكل تدريجي هو النيل من القيم والمعتقدات والرموز! حيث ومنذ فترة ليست بالقصيرة بدأ العمل لتفتيت وتمزيق نسيج مجتمعي عمره يتجاوز الالاف والقه يظاهي الشمس في نوره!

 فتم العمل بطريقة محكمة من خلال الحروب الطويلة والمسلسلة للقضاء على مايسمى التربية المنزلية التي تعتبر المغذي الفطري التربوي في كل مجتمع!

 حيث زجوا الذكور في نظام العسكرة ودفعوا الاناث لتعويض وجودهم في الحياة المدنية وذلك ماكان سبب جلل بالابتعاد والوهن في قضية تربية الولاد وصحيح نشأتهم! وبالتاكيد هذا لايشمل الجميع حيث لازال البعض منا يقاوم ويحاول والبعض الاخر الذي انزوى او رحل الى الاخرة بفعل فاعل ضحية للظلم والطغيان!

 لن يتوقف الموضوع هنا ولم تنتهي الممارسات البغيضة لتمزيق الامة العراقية حتى هلت علينا فوضى تشرين الاسود مع كل سلبيات العصر وباستخدام احدث سلاح متطور والذي لايمكن ايقافه لكون منظومة التواصل الاجتماعي حديثة والمتحكمين فيها منتفعين مما يحدث!

فساهم كل المتامرين سوية لاسقاط الرموز وتحطيم القيم والاداب والاعراف التي صنعها العراقيون بانفسهم ومن خلال دهور قاسية قاوم فيها الاباء لايصالها الى الابناء! فافرزت فوضى تشرين الاسود ماساة حقيقية وافراد ومجاميع قبيحة تجرح النفوس الزكية كلما تحدث وخرج من فاهها كلام جرىء برائحة اسقطت التعليم والعلم والادب وحتى التاريخ!

واصبح السباب واللعن ميزة اولئك الذين يعتقدون بانفسهم منقذين! وأنا هنا أعرج على ان الابرياء الذين انخرطوا في ممارسات فوضى تشرين كانت نياتهم اصلاح مادمره الدهو ولو بعد حين! فمنهم من كان ضحية غدرالمغرضين ومنهم من ابتعد واعتكف وزهد ليكفر عن ذنوب اقترفها بغير قصد.

اما الان فلقد بلغ السيل الزبى ولن يتوقفوا دعاة التحرير والحرية عند ماذهب اليه من سبقهم! لقد حان وقت النيل من المعتقدات شيئا فشيئا من خلال التطاول على اساس البشرية وتكوينها!

 التطاول على الدين الاسلامي بالادعاءات والتشبيه والانتقاص! في اي زمان يتم الحديث عن الائمة الطاهرين (ع) بطريقة ازدرائية وفكاهية! في اي زمان يتم النيل من علي والحسن والحسين وال بيتهم بطريقة يندب لها الجبين! كيف يتم سباب ابناء ال بيت النبوة من الاجيال الموجودة الان بيننا وتحيا معنا وبهم نفخر ونفرح وبهم نعتقد وامام الزمان قائم (ع).

هذا يشبه هذا بذاك وذاك يقول اين نحن من ذاك وكثيرون يرددون ماقاله ذاك! وأنا أقول لاذاك ولاذاك ان الله ناصر لامة ارست قواعدها على القيم والمعتقدات والتفت حول رموزها الاخيار الذين هم دعاة للاحترام والسلام والمحبة والوئام بين ابناء الامة.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك