المقالات

مشروع الغدير بين ظهور المهدي "ع" وخروجه.


علي الخالدي ||

 

   الغدير أضخم مشروع إلاهي مبارك انزله الله سبحانه وتعالى لإنقاذ الأرض من فساد و إفساد الناس ، الذي حدث نتيجة اهواء المتسلطين من حكومات الجبابرة ومماليك شرق الأرض وغربها، وبعد فراغ الأرض أو قل فشل مشاريع أربع وعشرين ألف نبي إصلاحي، جاءت لعلاج أمراض البشرية، بعد ما حكمتها قوى الظلم والعدوان .

    الغدير أو يوم الغدير ليس يوماً  طقوسياً وعبادياً عادياً ينتهي بالصوم وإقامة الاحتفاءات وإلقاء القصائد والأناشيد، مع ما في هذه الأعمال من اجر وثواب ذكرها النبي وآله صلوات الله وسلامه عليهم، فصيامه يعدل عبادة ستون سنة، وأجر اطعام الطعام فيه لايقدر[فهذا محفوظ عند العلي الأعلى ] ، ولكن هناك منزلة أخرى وهي يجب أن تعرفه سائر البشرية عن الغدير ، كي لا يحسب هذا اليوم او هذا العيد للطائفة الشيعية فقط، بل يجب أن يعرفه باقي طوائف الإسلام و الأديان ، ليحسب  هذا المشروع مشروعاً للإسلام الذي سيحكم الأرض، فتكون مهيئه لقبوله ، والذي أمر الله تعالى رسوله الأكرم صلى الله عليه وآله ان يبلغه للأمة وان لم يفعل هذا الأمر فإن رسالته ستبقى ناقصة قال تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته)، فيوم الغدير هو أضخم مشروع إصلاحي واكبر انعطافه في تأريخ الخليقة ، الذي به تشرق شمس العدالة الإلهية وتنتهي ظلمات الأرض.

يجب أن تعرف البشرية تأريخ تأسيس هذا المشروع وما الغاية منه ومن صاحب إقامته ولماذا عطل ومن عطله ولصالح من؟ ومسؤولية من شرح وبيان هذا الأمر ..؟

تأسس مشروع الغدير في يوم الثامن عشر من ذا الحجة لسنة عشرة هجرية بأمر من الله سبحانه وتعالى،وشهد إنطلاق المشروع أكثر من مئةِ الف من المسلمين في منطقة يقال لها (غدير خم)، و الغاية منه ان تكون الأرض جنة من جنان الله بإذنه، تُعمر على يد عباده الصالحون بقيادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" بعد أن وضع قواعد المشروع رسول الله "صلى الله عليه وآله" ، ولكن إجهض الغدير وعطل بانقلابٍ الأمة التي ما زالت غير قابلة لاحتضان المشروع لصالح قوى الشر من جديد، حملت البشرية مزيد من التضحيات وخسارة الصالحين واحداً بعد آخر وصالحاً بعد صالح بدء بأول شهيدة في طريق الغدير فاطمة الزهراء وبأمير المؤمنين" عليهما السلام"، فكان دور اولاده من بعده هو إعادة الأمة روحياً لمشروع الغدير بعد ما سلبت هذه الروح من الأمة ومئلت يأساً، فكان يوم عاشوراء اول صدمة تنهض الأمة وتشعلها بالهمم بعد موتها، صدمة الهبت ذاكرة الأمة بمشروع الغدير الاصلاحي، التي تحاول الحكومات منذ الف وأربعمائة عام سلخ هذه الحادثة وتحاول تسخيفها و توهينها ،واستمر الأئمة بعد الإمام الحسين عليهم السلام تذكير المجتمع بفاجعة عاشوراء والإشارة لضخامة ثواب أحياء أمرها، ماهو إلا لترسيخ مشروع الغدير الذي كان أذان بقيام دولة العدل الإلهي وكان يوم عاشوراء أول اكباش الفداء بعد موت الأمة (أمة الغدير ) .

في كل عام تجدد البيعة من قبل أمة الغدير ولكن لمن؟ فأمير المؤمنين "عليه السلام" غير موجود، لكن نعتقد ان هذه البيعة هي لولده المنقذ المهدي المنتظر، صاحب المشروع الإلهي ووارثه ، وتجديد البيعة الطقوسي والتقليدي الذي كان معه التقية قد انتهى، فتجديد البيعة اليوم هو عملي في كل ساحات الجهاد المتنوعة ، كمقارعة أعداء ال محمد صلوات الله وسلامه عليهم بالدم في مواقع القتال أو مقارعتهم في ساحات الإعلام كتعريف العالم بالمنقذ الحقيقي و بمشروعه القادم ،مشروع الغدير (احيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ) فاحياء الأمر هو أمر صاحب العصر والزمان بالتذكير الواقعي بظهوره وعلامات نصرته من عده وعدد واستعداد وغيرها، والتعريف بهذا المشروع هو مسؤولية ليس فردية بل جماعية مسؤلية أمة الغدير .

الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف سينهض بقواعد مشروع الغدير، المشروع الذي خطه جده رسول الله صلى الله عليه وآله  ، لذا حينما يخرج سيفتتح هذا المشروع بإقامة العزاء لشهداء هذه المشروع وكانت جدته الزهراء أول شهداء هذه الدولة الإلهية ثم جده الإمام الحسين عليه السلام في عاشوراء، واول غدير للإمام المهدي المنتظر عليه السلام سيكون قبل خروجه بثلاث اسابيع وبعد ظهوره والصيحة بثلاث شهور، ولا شك أن الغدير الذي يسبق الخروج بثلاث اسابيع، هو من الأحداث التي ستعد المجتمع و تهيئه للإمام روحي فداه .

   ان هذا الغدير مختلفاً عما سبقه من الأعياد، فالعالم أصبح متحمساً لفكرة المهدي المنقذ ومتحسساً قرب ظهوره ، والحديث به صار عالمياً وغير مقتصراً على بلاد الشيعة والمسلمين وخاصة بعد أن اجتاحت وغزت انشودة ســـ ـلامــ ـيامهدي أو سـ ـلاــم فرـمندة ديار العدو.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك