المقالات

الانسانية بين حسين البصري و ريان المغربي ...!


نور الجبوري ||

 

اعتدنا دائما على رؤية الازدواجية في طرح العديد من الامور التي تمس حياتنا اليومية سواء الاجتماعية او السياسية وغيرها, ولكن من باب الانسانية فمن المعيب جدا ان يكون الشخص إزدواجياً.

حادثة القطارة التي افجعتنا في اليومين السابقين والمشاهد المؤلمة التي انتشرت على شاشات التلفاز وفي وسائل التواصل الاجتماعي , وهذه هي فاجعة لكل انسان سوي سواء شيعيا او سنيا , عراقيا او اجنبيا , عربيا او غير عربي , وهذا ما حدث في حادثة سقوط الطفل المغربي ريان في البئر قبل عدة اشهر .

حيث اننا جميعا تأثرنا وتفاعلنا مع الامر لان الموضوع وبعيدا عن كل المسميات هو موضوع انساني , وشاهدنا التصريحات الاعلامية المتتالية من قبل السياسيين العراقيين, وهذا ليس معيبا بل على العكس انه يبعث بالفخر بأن من يمثل الشعب قد تأثر وتفاعل بهكذا فاجعة انسانية.

اما بخصوص الاعلام العراقي والعربي والعالمي  كان له دور كبير جدا في نقل تلك المشاهد التي عاشها العالم بأسره والعراقيين حالهم كحال بقية دول العالم , تقريبا كل القنوات العربية والعالمية كانت متواجدة في موقع الحادث للنقل المباشر والحي لعملية الانقاذ .

توفى ريان وانتهت تلك القصة وتسارع السياسيين العراقيين الى تقديم التعازي للمغرب ولعائلة الطفل بشكل خاص ... هذا هو الوجه العربي والعالمي الانساني !

لكن انتظروا لوهلة ... فللحديث بقية , صباح يوم السبت 20/8/2022 في مدينة كربلاء المقدسة وتحديدا في مزار قطارة الامام علي ع انهالت التربة والصخور على المزار واحتجز عدد من الزائرين تحت الانقاض, وتسارعت فرق الانقاذ من الابطال في الدفاع المدني  من ثلاث محافظات عراقية فقط ,وطبعا بمشاركة فاعلة من ابطال الحشد الشعبي الحاضرون في كل الميادين , وانتشرت الاخبار والصور في وسائل التواصل الاجتماعي .

ولكن ... بغياب تام للقنوات التلفزيونية الا البعض الذي كان له حضور خجل في اول يوم , تويتر لا يوجد فيه اي تغريدة تخص الموضوع ماعدا الوطنيين والانسانيين !

اين الذين غردوا واستنكروا وابتهلوا الى الله في حادثة ريان ؟ اين السياسيين العراقيين ؟ اين القنوات التلفزيونية العراقية والعربية والعالمية ؟ اين تصريحات رؤساء الدول من كل انحاء العالم  كما فعلوا مع حادثة البئر؟

اين رئيس الوزراء الذي تذكر ان يصدر بيان بعد مايقارب 36 ساعة من الحادثة ؟ 

اين رئيس البرلمان العراقي الذي قدم التعازي في الطفل ريان ؟

اين رئيس الجمهورية العراقي , الم يفق من سباته ؟

الا يوجد اطفال تحت الانقاض هم وامهاتهم وعوائل مصيرها مجهول ؟

هل هذه مادة غير دسمة لقنوات الشر والفتنة لا يستفادون منها ببث سمهم ؟ 

ومع ذلك فقد استغلها البعض لبث احقادهم واستغلال الموضوع سياسيا !

احقا اصبحت الانسانية مبنية على اساس الدين والمذهب ؟ 

رحم الله الملتحقين بالرفيق الاعلى وكتب الشفاء للمصابين وبارك الله بابطال الدفاع المدني والحشد الشعبي الذين سطروا اروع صور البطولة في هذه الحادثة الاولى من نوعها في العراق ومن دون مساعدات دولية كما يحدث في اغلب دول العالم .

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك