المقالات

لماذا لم يكتب الشيعة تاريخهم بأيديهم ؟!  


علي الخالدي ||     عندما تبحث عن أي حدثٍ ما في تأريخ الشيعة  سياسياً أو عقائدياً أو اقتصاديا  ،أو كل ما يهم هذه الطائفة من أسباب الوجود والبقاء على قيد الحياة ، تجد ان اغلب مصادر البحث، هي واردة عن كتب المخالفين، مع مصادر بسيطة جدا، وصلت عبر وسائط نقل شيعية، انقسمت بين الضعيف والصحيح و المرسل و المخالف.    ان المظلومية التي عاشها شيعة ال محمد "صلوات الله وسلامه عليهم " بعد شهادة الإمام الحسين "عليه السلام "، فريدة من نوعها في تأريخ البشرية، ولم تشهدها اي طائفة أو ديانة أخرى سماوية أو ارضية ، فهم لم يتعرضوا لعمليات الاعدامات الجسدية وعمليات القتل الجماعي فقط لتقليص المذهب ثم نحره، بل لما هو أقسى من ذلك، ألا وهي عمليات سلب لسيرهم وسرقة هوياتهم ثم النفي ثم الابادة التاريخية ، لتكون هذه الطائفة الشريفة وكأنها دخيل أو لقيط في باقي المكونات والشعوب. ان مشروع تضييع تاريخ الشيعة وهويتهم، هو مشروع كبير تبناه إعلام التيار الاموي أولاً، عبر سلسلة فضائع تقام بحق القصاصون من رواة الشيعة ومؤرخي مصايب أهل البيت مثلاً أو لمن نقل فضائلهم وعلومهم ، ،في خطوة مبكرة لمنع فضائح وجرائم الامويين امام الاجيال اللاحقة، وقد واصل هذا المسير تيار العباسبون ولم يكن اقل قسوة ممن سبقه، بحرق ومصادرة ما يرد من إرث يخص الشيعة.  لهذا تجد ان تاريخ الشيعة تمت كتابته بأصابع اموية،ولك أن تفهم صورة الضحية حينما يكتب الجلاد التاريخ ، يذكر انه اول من بدأ التوثيق التاريخي الفقهي والروائي والحديثي  من الشيعة، العلامة الكليني المتوفى عام 328هـ , وبعدها كتب الصدوق بعد60 سنة , ثم جاء الشيخ الطوسي رحمه الله. وقد واصل العدو سرقة تاريخ الشيعة ووثائقهم من قبل دول الاحتلال أو من قبل عملائهم من الحكومات التي تم تسليطها بعد انسحاباتهم لمواصلة مسلسل توهين المذهب ، فقد سرق الوهابية المتحاف من النجف الاشرف و كربلاء المقدسة ، وفي العصر الحديث اكمل نظام حزب البعث مسيرة الامويين في العراق بتلف مايجده من وثائق خطية أو معالم وبنى تاريخية و أثرية.  لهذا تجد أننا فقدنا الكثير من ملاحم وتراث أهل البيت عليهم السلام وتجد ان سجلات تأسيس الشعائر و المواكب الحسينية ومدارس الشيعة مفقودة أو ضاع منها الكثير ولا تعرف سبل النشاة والنضوج وطرق وصولها إلينا وهي من أسباب التشكيك بها وباب من أبواب يفتحه المخافون علينا لتشويه المذهب .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك