المقالات

سياسة التضليل محض ارتزاق..!


كوثر العزاوي ||   لاتوجد حملة تضليل واكتساحٍ أعظم وأوسع مما جرى في العراق منذ عام٢٠٠٤ والى اليوم، وفي كل يوم يصعد خشبة مسرح العراق في مكان ما منحطّ رذيل، وبين الآونة والأخرى يعتلي المنبر مدّعٍ ضالّ ذليل..فيوم محمد رمضان ويوم محمد شرارة وآخرين على شاكلتهم، وهذه الشاكلة إما ظاهرة مستحدثة وإما شخصية مستجدة، وإمّا وإمّا...حتى كأنّ مايجري من فوضى وفتن وهزاهز لايكفي مايعاني أهل العراق ليتسلّل بيسرٍ أي متسوّل مرتزق من داخل وخارج البلد وهو يحمل بعض أجندات كُلّف بتنفيذها في عملية تضليل مرة على مستوى الفكر واخرى على مستوى الإعلام ، وذلك بهدف حرف بوصلة المجتمع مقابل حفنة دولارات كفيلة أن تمسخ مبادئه وتطيح بشرفهِ وحريته التي هي رأس مال المرء ولعله رصيد أولئك عبّاد الدنيا والدولار! والأمثلة تطول بما شَرِق به الشرفاء في بلدي حدّ الاختناق!! ومما لاشك فيه أنّ الشيعة بشكل عام وفي العراق بشكل خاص، ينعمون بإرث فكريّ هائل من صافي النبع لآل محمد "عليهم السلام" وكلّه يصطفّ الى جانب مصلحة الإنسان ويناغم سلامة فطرته، ولكن للأسف قد عرف العدو من أين تؤكلُ الكتف، فراح يسخّر معوّقي الفكر ومنزوعي الضمير والقيم عبر الدخول الى محطات نزيهة ليخترقوا المنظومة الفكرية القيَمية بأساليب ناعمة تعتمد المبدأ المخادع الذي يذهب الى الباطل عن طريق سلوك الحق الظاهري، فهو في الظاهر يبدو داعيًا الى الحق والارتقاء لكنه في الحقيقة يؤيد التضليل ويدعمه، من باب "كلمة حق يُراد بها باطل" فأفسد الكثير ولم يصلح!  ومن هذا المنطلق، يتحتّم على كل فردٍ التسلّح بالوعي والبصيرة قبل المشارفة على السقوط فتزلّ قدم بعد ثبوتها، لاسيما في الظروف الراهنة التي يمر بها العراق حيث تلعب الدعاية والاخبار والظواهر دورًا محبوكًا في تزيين الصور والكلام الذي يختفي وراءه أقبح النوايا الهدّامة، فلا يكاد يخلو ذلك من بصمة الشيطان الأكبر، ولأهداف سياسية وأجندات خبيثة في إشارة واضحة الى التبشير بالفكر المنحرف من خلال وسائل الإعلام المضللة تارة، واختراق الساحة العراقية من قبل شخصيات جوفاء حثالة في حقيقتها وقد تلبّست بلباس الدين ، أو ممن رفع راية الإصلاح ومحاربة الفساد أو ممن ينادي بالحرية الشخصية وانتزاع الحق وتنمية الذات وغير ذلك مما يُمرَّر باساليب ناعمة بعيدة كل البعد عن الأعراف والأصالة، فضلًا عن بعدها من نهج السماء، والسماء منهم براء! إذن: لابد من العودة الى النبع الثري للقيم الخلاقة المتمثلة بالفكر العظيم لأئمة أهل البيت "عليهم السلام" فلا أقلّ من أن يعتمد العاقل ولو نصيحة واحدة من نصائح آل محمد كالتي تقول: {اِعْقِلُوا اَلْخَبَرَ إِذَا سَمِعْتُمُوهُ عَقْلَ رِعَايَةٍ لاَ عَقْلَ رِوَايَةٍ فَإِنَّ رُوَاةَ اَلْعِلْمِ كَثِيرٌ وَ رُعَاتَهُ قَلِيلٌ} ومما يساعدنا على فهم هذه الحكمة أكثر والإيمان بأهميتها وجدواها ما نعايشه في حياتنا اليومية من بث أنواع الاخبار من قبل أشخاص غالبًا لم يتفهموا الخبر بل كلّ دورهم الترديد والنشر والدعوة إلى تأييده من دون حساب للنتائج التي يمكن أن تحدث إيجابية أو سلبية، ومن المؤكد أنّا لا نعتمد على مثل هؤلاء مالم يحصل التثبت والتفهم  لأنهما الأساس في دعم الحق، ولا نكتفي بأن نكون من الرواة للعلم والناقلين لألفاظه بل يجب عدم دعم من لم تثبت معرفته من الأشخاص في الاوساط العلمية والدينية ، إذ لو كان الغرض يتم بالنقل والظاهر فقط لكان التعبير بـ{ انقلوا} وليس {اعقلوا} فمن التأكيد على اعقلوا يُعلم أهمية التركيز والتفهم والتأمل لينشأ جيل علماء ومثقفين وعاة رعاة، فيتكامل الناس ويتحسن وضعهم لأن عدد العلماء دائمًا أقل من غيرهم بينما عدد المدّعين أكثر فلا حاجة إلى تكثيرهم.   ١٤-محرم ١٤٤٤هج ١٣-٨-٢٠٢٢م
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك