المقالات

الإطار الشيعي وتشكيل الحكومة


مهدي المولى ||

 

  لا شك إن الإطار الشيعي  أثبت إنه قوة  يتحرك وفق ما يمليه عليه العقل  والحكمة  وله قدرة كبيرة على الصبر والتحدي على خلاف الطرف المنافس له  وهو التيار  الصدري  رغم لعبة الانتخابات التي لعبتها جهات معادية للشعب العراقي  و التي كانت في صالح التيار الصدري لكنه لم يحسن التعاطي مع النتيجة  وكان لا يملك أي قدرة على الصبر وبالتالي تخلى عن العملية السياسية وسحب نوابه ال  73 نائب وهو أكبر كتلة في البرلمان    مما وضعه في موقف محرج  وسهل للطرف المنافس  أي الإطار الشيعي  إن يزيد في عدد  أعضائه في البرلمان ويصبح الكتلة الأكبر في البرلمان  وهكذا أصبح من  حقه  الدستوري والشرعي  تشكيل الحكومة.

المشكلة ليست تشكيل الحكومة  فالمشكلة  هو نجاح الحكومة  المشكلة تحقيق طموحات الشعب في القضاء على آلامه  والوصول الى آماله  وهذا    يتوقف على برنامج  على خطة الحكومة الجديدة  التي سيشكلها  الإطار    وكان  المفروض  على الإطار إن ينشر ويعلن عن برنامجه عن خطته بشكل واضح وبقوة  لا يتنازل  لا يتراجع عنه مهما كانت التحديات والتضحيات  وكان المفروض ان يعلن عن ذلك قبل  البدء بالانتخابات  إلا أنه من المؤسف لم يعلن عن ذلك والى الآن فلا زال يتوسل بهذا وبذاك  رغم إنه يختلف مع وجهة نظره   وهذا دليل على إنه يريد الحكم فقط  ولا يريد  تحقيق  آمال وأحلام الشعب وينهي  آلامه ومعاناته.

نقول لكم تستطيعوا  ان تحكموا لكن نهايتكم ستكون كنهاية صدام   فالعراق بحاجة الى مسئول يعمل في اليوم 48 ساعة لا 24 ساعة بحاجة الى مسئول لا يفكر بمصالحه الخاصة ومنافعه الذاتية لا بعائلة ولا بزوجة ولا بأبناء  بل  يفكر بالعراق والعراقيين  كما على المسئول أن  يتذكر قول الإمام علي ( على المسئول أن يأكل يلبس يسكن  أبسط ما يأكله يلبسه يسكنه أبسط الناس)   وكل مسئول تزداد ثروته عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص وفاسد.

كما على المسئول  ان يعي إنه رشح نفسه ليخدم الشعب ليجوع حتى يشبع الشعب  ليتعب حتى يرتاح الشعب  ليضع الشعب على رأسه    ولهذا السبب اختاره الشعب.

المؤسف  لم نرى هكذا مسئول بل رأينا  خلاف ذلك  حيث جعل من الشعب خادما له  وأجاع الشعب ليشبع المسئول ويتعب الشعب ليرتاح المسئول ووضع الشعب تحت قدمه.

 ومن هذا يمكننا القول لم يأت مسئول هدفه خدمة الشعب وهذا يعني لا توجد حكومة هدفها خدمة الشعب  بل هدفها خدمة عناصرها  والمشتركين  بها وعوائلهم وأقاربهم وعلى حساب الشعب العراقي والعراق.

  المعروف جيدا ان المسئولين في العراق   أعضاء البرلمان رئيس البرلمان ونوابه رئيس الجمهورية رئيس  الحكومة أعضاء الحكومة  الذين حولهم من المستشارين  قادة الفيالق والألوية وبعض قادة الجيش والشرطة والأمنية  وغيرها تمتاز برواتب عالية وامتيازات ومكاسب  ونثريات خاصة وسفرات  وإفادات  لا معنى لها لو جمعت هذه الأموال  لكانت ضعف ميزانية بعض الدول المجاورة  لو استخدمت هذه الأموال في صالح الشعب  لأنهت الكثير من آلامه ومتاعبه وحققت الكثير من آماله وأحلامه.

كما ان الشعب يريد حكومة  عراقية واحدة لا مجموعة من الحكومات كل حكومة لها خطة خاصة بها  والغريب ان حكومة  بغداد   التي ليس لها خطة بل مهمتها حماية الحكومات الأخرى والتستر على مفاسدها وموبقاتها كما هو حال حكومة البرزاني وحكومة  الخنجر وحكومة الحلبوسي وحكومة الصدر  حتى أصبح  لكل شيخ عشيرة حكومة   لكل رئيس عصابة حكومة.

ومن هذا فأن الشعب يريد حكومة عراقية واحدة لا سنية ولا شيعية ولا كردية   تمثل كل العراقيين وتحكم كل العراق  تضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات وتضمن لهم حرية الرأي والعقيدة هل لكم القدرة على ذلك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك