المقالات

دخول الخضراء والدور العالمي


سلام الطيار ||

 

ما ان جاء يوم السابع و العشرين من شهر تموز 2022 الماضي حتى تفاجأ الشعب العراقي بما حصل فقد أعد المشهد اعدادا متقنا فما يسمى بالمتظاهرين السلميين و الذين يمثلون تيار السيد مقتدا كانوا يعرفون تماما ماذا يصنعون و كيف يؤدون دورهم و كذلك فعلت الفرقة الخاصة و القوات الامنية الموكل اليها حماية الخضراء فقد كان هؤلاء جميعا مستعدون لاستقبال هؤلاء و ادخالهم بهدوء مع قليل من الممانعة و الرشقات المنمقة لتزيين الموقف ثم اتى دور الاعلام و الذي أبدى انحيازه بقوة الى جانب التيار و حركة اقتحام الخضراء ثم تفاجأ الشعب العراقي ان هذا الامر كان تحت حماية ممثلة الامم المتحدة في العراق بل حتى تحت رعاية و حماية الامم المتحدة برمتها يسبقها الفلك الغربي الامريكي البريطاني الاسرائيلي و من انضموا اليهم حيث بدأت  تصريحات القنوات الاسرائيلية التي كانت واضحة بمباركة هذه الحركة و التي اعتبرتها ثورية و نموذجا مناسبا للتطبيق في لبنان ! و كذلك فعلت الاعلاميات الاقليمية أما امريكا فقد وفرت و بشكل علني الغطاء السياسي والاعلامي الكامل لهذه الحركة و محليا فالموقف كان أغرب حيث ان رئيس القوة التشريعية أيد الامر بكامله معتبرا انه حق مشروع و حتى لم يعلق على التخريب و سرقة الوثائق و انتهاك حرمة بيت الشعب التي تمت في مبنى البرلمان و بالطبع صمت الاخرون في العراق في مستويات رسمية عالية و مختلفة (عدا القلة القليلة من الكيانات السياسية التي تحترم ارادة الشعب العراقي) مما يؤشر الى ان لأولئك غايات لم تظهر بعد و ربما هم بانتظار تفجر الموقف و هذه هي الرسالة التي فهمها الشعب !

 و لشديد الأسف فهذا المشهد و هذه المواقف الآنفة قد صدرت من جهات دولية و اقليمية و محلية رسمية مسؤولة وفي أعلى المستويات المحلية و الدولية و التي كان ينتظر منها شعب العراق و كذلك شعوب العالم أن ترقى الى مستوى اداء دورها الوظيفي الصحيح بالحماية و منع الاضطرابات و الفتن و هنا و للتذكير أقول إن في العراق سيادة و دستور للشعب .. و الان اذا عدنا الى احداث الكابيتول الأمريكي و قارنا هذا الحادث مع ما حدث في امريكا في اوائل العام 2021 و دخول تيار ترامب الى مبنى الكابيتول في الاسبوع الاول من العام المذكور لا نجد اي فارق في المشهد ففي الحالتين استعان سياسي بتياره لتعطيل الدستور و تعطيل عمل الحكومة و الانقلاب على الديموقراطية و اثارة فتنة كبيرة كادت ان تؤدي لاقتتال داخلي اهلي واضرت بمصالح الدولة و الشعب و هذه العبارات الاخيرة هي ما وجهها المسؤولون الامريكان الى تيار ترامب من تهم و هو ما يقوم لأجله القضاء الامريكي الان من التحضير لمحاكمة ترامب والمتسببين بهذا الحادث بمحاكمات تفصيلية مطولة تتخللها شهادات الشهود بلا تهديد و لا غدر بقتل و سحل معتبرين ان هذه الحركة اي دخول الكابيتول الامريكي عمل خطير للغاية و سابقة قد اعادت امريكا الى العصور المتخلفة و وقف العالم و فيهم هيئة الامم المتحدة مؤيدين لموقف الدولة و القضاء الامريكي .

لقد غرد السيد مقتدى بعد الحادث مباشرة بعبارات منها ان الرسالة قد وصلت و يذكر انها و صلت للقضاء العراقي و للعالم ايضا فكان تهديدا واضحا ان القضاء عليه ان يلجم فمه و يغلق عينه عن ما جرى و إلا .... ! فلو ان ترامب قد غرد هكذا ضد القضاء الامريكي فهل كان قضائهم و حكومتهم و نخبهم و ما وراءهم من العالم و المارد الاعلامي سيصمتون ؟!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك