المقالات

أعوام إيران المئة وقرن المشرق الصاعد .


محمد صادق الجسيني ||

 

زيارة بوتين لطهران في هذا الظرف الدولي تحديدا لا تشبه كل الزيارات السابقة.

يصح القول أن الدولتين/الامبراطوريتين/ الحضاريتين باتت تجمعهما شراكة استراتيجية. هذه الشراكة لا يمكن أن تجمع روسيا بأية دولة أخرى في غرب آسيا ليس لانعدام رغبة دول كمصر وتركيا والسعودية بل بسبب إعاقة بنيوية لدى هذه الدول هي التبعية للولايات المتحدة.

حين تبحث روسيا التي تطمح بمواجهتها للغرب بالإطاحة بنظام الأحادية القطبية، عن شريك استراتيجي نفوذه ممتد من بحر قزوين وغرب آسيا ووسطها وصولا إلى الخليج الفارسي فهي لن تجد إلا إيران التي تمتلك وحدها أجندة ومشروعا استقلاليا في المنطقة.

في الوقت الذي دشنت إيران شراكتها الاستراتيجية مع الصين، واليوم مع روسيا، تقف تركيا عاجزة عن التموضع غربا ، بسبب الجغرافيا وشرقا بسبب تبعية اقتصادها السياسي البنيوية، فيما ساق العجوز بايدن خرفانه إلى طاولة جدة بعد أن أعلن صهيونيته في الكيان المؤقت.

هذا الكيان المرتبط عضويا بالهيمنة الغربية سيندثر باندثارها أما الكيانات العربية وسكانها فسوف يبقون في المنطقة لكنهم باقون على قارعة التاريخ وتحولاته مالم يعتمدوا رؤية مشرقية جريئة مستقبلية وشجاعة بوابتها سورية الاسد ولا مشروع آخر يقي سكان الجغرافيا العربية من الجوع والعطش غير هذا الخيار. لان سائر الكيانات العربية ترتبط  باقتصادها السياسي وما يتفرع عنه في المجتمع من سياسة وإعلام وقضاء وأمن وعسكر بالموقع الذي تحدده الإمبراطورية الأميركية.

في كل الأحوال، إختارت إيران معسكرها الدولي وأصبح طموحها الاستقلالي في الإقليم مظللا بغطاء استراتيجي وازن جدا وهي بعد انضمامها لمنظمة شانغهاي تطمح لأن تكون عضوا في مجموعة دول البريكس وستكون 

تعلم إيران جيدا ماذا تريد، في ما بقية القوى في الإقليم مسجونة في قفص تبعيتها. المنطق يقتضي أن تكون المئة عام المقبلة في المنطقة هي قرن المشرق الصاعد التي سيكون فيه لايران اليد الطولى والكلمة العليا.

عصر _ مابعد _ اميركا

عالم ينهار

عالم ينهض

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك