المقالات

رسائل جدة الى طهران..!


علي الزبيدي *||

 

*باحث في الشان السياسي

 

لقاء جدة بين بايدن وتسع دول عربية تعتبر خزان نفط للامريكيين

طبعا العراق هو احد هذه الخزانات

ولكن محور اللقاء كان يدور حول السهل المستصعب والمستعصي على امريكا  وهي ايران

من السابق لاوانه  اتّضاح النتائج الفعلية والحقيقية لزيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى السعودية. فالتفاهمات الحقيقية لا يجري الاعلان عنها في البيانات الرسمية والمواقف المعلنة. لكن ثمّة اشارات تسمح بالخروج باستنتاجات مفيدة، أولاها تتعلق بمشاركة رئيس الحكومة العراقية منتهية الصلاحية  مصطفى الكاظمي ( رغم التحذيرات التي تلقاها من بعض الرموز العراقيةبعدم الذهاب الى جدة ) وهو الذي يعتبر بمثابة المساحة المشتركة بين الاميركيين والايرانيين في العراق. والمنطق يقول انه لا بد ان يكون الكاظمي قد وضع طهران في الاجواء الحقيقية لكواليس القمة. وفي الوقت نفسه لم تصدر ايران او حتى حلفاءها في العراق والمنطقة أي ردود افعال أمنية لتشكل رسائل اعتراض او غضب اتجاه الامريكان بالعكس كانت الاجواءتدعو للتريث والتهدئة من كافة المجتمعين في جدة   .

اهم وثاني  هذه الاشارات التي يمكن التعويل عليها تتعلق بكلام رئيس الامارات  محمد بن زايد الذي اعلن في الموتمر  عن قُرب اعادة السفير الاماراتي الى طهران، وقد استتبع كلامه هذا بدعوة علنية من الرئيس الاميركي له لزيارة رسمية لواشنطن قبل نهاية العام الجاري وهو ما يوحي بأنّ واشنطن تؤيّد تبريد الاجواء مع ايران في المرحلة الراهنة. وثالث هذه الاشارات الكلام القطري حول حق الدول بامتلاك الطاقة النووية ولكن لأغراض سلمية. ورابع هذه الاشارات الكلام السعودي حول دعوة إيران للتفاهم والتعاون والجلوس معها على طاولة واحدة.

كل تلك الاشارات توحي بأن المحور الجديد الجاري تشكيله والذي من المفترض ان يكون عنوانه مواجهة ايران، إنما يتجه في المرحلة الراهنة الى التهدئة وتغليب لغة الحوار لا الصراع. وفي قراءة اكثر دقة وعمق ، بأنّ الاجواء توحي بأنها لاستباق صفقة اميركية مع ايران بدليل كلام الرئيس الاميركي ولو جاء بعبارات نافرة حين قال انّ بلاده لن تدع ايران تمتلك السلاح النووي ابداً وانا اضيف للرئيس الامريكي ولا حتى ايران تريده ولا حتى تشجع على امتلاكه كباقي الدول في المنطقة مثل الكيان الاسرائيلي.

وبعيداً عن صيغة هذا الكلام الا انّ مضمونه يعني بأنّ الاتفاق النووي الذي تم التفاهم حول كامل بنوده التقنية في كافة جولات المحادثات بين الطرفين ولسنوات عديدة هو حَتمي في نهاية المطاف.

هذا الاتفاق الذي توقّف بسبب تمسّك الادارة الاميركية بعدم رفع العقوبات ضد  ايران وعن الحرس الثوري، والمقصود هنا فيلق القدس وعدد من الشخصيات السياسية التي اوردتها قائمة صدرة من امريكا تحديداً.

ذلك انّ هذا الفيلق هو المسؤول المباشر عن أذرع ايران كافة في المنطقة، وثمة مقاربة راجَت كثيراً في الفترة الاخيرة في دول الخليج وتقول: ايران لديها مخالب من فولاذ واسلحة ردع قوية مما جعل هذه الدول تخشى مواجهة ايران في نهاية المطاف.

والمقصود هنا بأنّ ايران بحد ذاتها تعاني انخفاض قيمة عملتها اتجاه الدولار  لكنّ اوراق قوتها هي بالتنظيمات الموالية لها في المنطقة كـ»حزب الله» والحوثيين والحشد الشعبي وحركة حماس وعلاقاتها القوية بدول قوية وكبيرة كالصين وروسيًا ودول امريكا الجنوبية مثل فنزويلا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك