المقالات

أفضل الأعياد..!


إيمان عبدالرحمن الدشتي ||   عيد ليس ككل الأعياد، عيد تزاحم فيه الفخر مع الفرح والابتهاج، والشكر لله تعالى أن جعلنا ممن أجبنا الرسول المصطفى بقبول علي المرتضى صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما وليا وإماما وهاديا، ونسأل الله الثبات على ذلك. أعقب حجة الوداع للرسول الخاتم صلوات الله وسلامه عليه وآله حدث إستثنائي، ففي يوم ١٨ من شهر ذي الحجة وحيث اشتد الحر في ذلك اليوم، وعلى مفترق طرق قوافل الحجاج في موقع يقال له غدير خم، نزل امر الله: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) "سورة المائدة الآية ٦٧" هناك أسئلة لابد للمسلم أن يبحث عن إجاباتها إن أراد ان يحلل هذه الآية ويفهم معناها، فهل لمثل النبي الخاتم صلی الله عليه وآله الذي بلغ الرسالة كاملة وبأمانة تامة على مدى ٢٣ عاما وتحمل ما تحمل من اعبائها أن يتهاون أو يتردد (حاشاه) من تبليغ أمر من الله؟! ولماذا تذهب أتعابه صلى الله عليه واله في تبليغ الرسالة أدراج الرياح كما بين الله تعالى في الآية المذكورة إن لم يبلغ هذا الأمر؟! ثم لماذا يحتاج تبليغ هذا الأمر عصمة من الله تعالى الى رسوله الكريم صلى الله عليه واله من الناس؟! وأي الناس؟! القضية لا تحتاج الى عقول جبارة لتحليلها، ولا مدارك ملهَمة لاستيعابها، بل كل ما تحتاجه هو إنصاف وواعز من ضمير. النبي الأكرم صلى الله عليه واله في مرات عديدة وفي اكثر من مناسبة كان يبين فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، بل إنه لم يقل بحق أحد ما قاله بحقه كل ذلك كي يهيئ المسلمين لتقبل هذه الحقيقة، ولا يدع لهم مجالا للشك، ولا يعطيهم الحق للتحايل عليه، ولا ان يحملوا له البغض والضغينة في قلوبهم، فهو القائل: ( أقضاكم علي) (أنا مدينة العلم وعلي بابها) (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).. وختمها ب( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبدا) (ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله) بعد ان قال (إني أوشك أن أدعى فأجيب) أي أني سأرحل، ومن سيخلفني عليكم هو علي بن أبي طالب عليه السلام بأمر الله تعالى، فهل من أوصى به الرسول صلى الله عليه واله أحق أن يتّبع، ام من لا يهدّي إلا أن يهدى؟! وهنا تكليف للرسول صلى الله عليه وآله بتبليغ هذا الأمر لأنه جوهر الرسالة الإسلامية وكمال الدين وإتمام للنعمة.  إتخذت الآية الشريفة أيضا أسلوب التهديد ولكن من باب "إياك اعني واسمعي يا جارة" ولنفس السبب الذي وعد نبيه صلى الله عليه وآله بأنه سيعصمه من الناس، فالله تعالى أعلم بنفوس القوم، والآية صريحة بفضح من لهم النية المبيتة للالتفاف على أمر الله، وأنهم مهما فعلوا ومهما تحايلوا فستبقى الخلافة هاشمية علوية، وسيبقى علي هو أمير المؤمنين وليس أحد غيره، فما نفع من تأمَّر على المسلمين واستخلفوه من بعد الرسول ولم يكن أهلا للخلافة؟ ألم يقل أبو بكر (أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم)؟ ألم يقل عمر (لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبا الحسن)؟ فكيف لا وعليٌ أفضلهم مناقب وأكرمهم سوابق وأقربهم منزلة من رسول الله صلى الله عليه واله، وهو نفس النبي وعِدل القرآن.  فالحمد لله الذي أكرمنا بعيده الأكبر، وجعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام، والائمة الطاهرين المنتجبين من بعده وآخرهم قائمهم المهدي عجل الله فرجه، الذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا، قريبا بإذن الله تعالى.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك