المقالات

نجم اللامي قصيدة حسينية في زمن شحت فيه القصائد


ظاهر العقيلي

اتذكر حينما كنا في بداية شبابنا وكان الرعب البعثي يحيط بنا من كل حدب وصوب فلا متنفس من الكبت والقهر والملاحقه من ازلام النظام الصدامي الا التواري عنهم في بعض الامكنة وخاصة درابين مناطقنا الشعبية تلك المناطق التي رغم كل ظروف الجبروت البعثي بقي فيها نفس حسيني وبصيص من الامل الذي كان يحدوا بنا كل يوم لنمر بدربونه الصابونجيه وقرب فرن الصمون حيث ( ابو رائد ) نجم عبد اللامي الشاعر الحسيني الميساني جالس يرد التحية والسلام على كل مار وبصوت شجي ( هلا بويه هلا بالاولاد ) .

 

نجم عبد اللامي لم يكن شخص عادي في نضرنا ونظر كل اهالي المنطقة والمناطق المحيطه فهو كان يمثل رمز من رموز القضية الحسينية في محياه وكلماته المعبره الجياشه فرغم كل ضغوطات وشحه القصائد الحسينية كان يرتجل الكلمات ويصيغ منها معان لواقعة الطفوف .

 

 

رغم اننا كنا نواجه متابعات ازلام البعث الكافر وتطلعهاتهم اليوميه لكتابة تقاريرهم الشيطانية الدموية ضد اي مواطن برىء وخاصة الشباب ونحن منهم لكننا واصلنا تمسكنا وتعلقنا الفطري بالقضية الحسينية وعبر ابو رائد نجم عبد اللامي ايقونه المنطقة ونسيمها الروحي .

 

كنت أنا من بين مجموعة من الشباب الذين يكثرون التردد على دربونه بيت ابو رائد لسبب واحد وهو الاحساس العاطفي بان نجم عبد اللامي يمثل قدوه لمن يريد الثبات في خط الحسين فالقصيدة في زمن البعث بمثابه جريمة كبرى لا تعادلها اي جريمة وحكمها صادر مقدما وهو الاعدام فشخصية نجم عبد اللامي وقدرته علی الإلقاء والكتابة وتبحره في قضية الحسين اصبحت عنصر ضغط علينا لنطل عليه كل يوم بالسلام والتحية .

كان أهلنا يوصننا بالابتعاد قدر الامكان عن اي مكان او شخص يثير ريبه ازلام البعث القمعي حفاظا على حياتنا ولكن كان لنجم عبد اللامي رأي اخر فله سكينه وحاذبية عجيبه التقط انفاسها من كرامات الكتابة للحسين فبعدما تأثر بالحسين وهو في صباه اصبح مؤثرا رغم كل ظروف التعب والقهر وضنك العيش .

دوت كلمات قصيدة نجم عبد اللامي والتي كان يتمتم بها ( يانعش غذني وياك وين انته رايح يانعش حاجيني ) مسامع افراد ومرتزقه فرقة ١٧ تموز الحزبية البعثيه والتي كان عناصرها يتجولون ليلا نهارا في ازقه ودرابين منطقتنا القديمة .

رغم انه كان علينا تجنب الحديث او الاستماع لاي موطن من مواطن الحس الحسيني لكننا كنا نطل على ابو رائد لنستمع له ولكلمات قصائده الحسينية الخالدة فحب الحسين يتخطى كل الموانع والخطوط الحمر لانه من صلب الايمان وهو عشق فطري ربتنا عليه قيمنا وتعاليمنا الاجتماعية قبل كل شيء .

نجم عبد اللامي كتب قصائده الحسينية في زمن عز فيه من يكتب للحسين خوفا وتملقا للنظام البعثي الكافر لكن اللامي لم تغيره كل الظروف رغم قسوتها فانبرى نبراسا وهويه للقصيدة الحسينية في محافظة ميسان وليكون احد اعلامها اذا لم نقل هو علمها الوحيد والمميز وخير دليل على قولنا خلود قصيدته ( ساعات ) نعم هي ساعات واذا بنا نودع اللامي بعد عمر قضاه في خدمة القضية الحسينية الخالدة ساعات وتم اعلان نبأ وفاته الخبر الذي دوى في ارجاء محافظة ميسان فاحزن القريب والبعيد وليترك اللامي خلفه ارث حسيني معطاء وطيب ستتغنى به الاجيال الى يوم الورود .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك