المقالات

رقعة الشطرنج الملونة..!


لمى يعرب محمد ||

 

أمر الملك أن يتحرك الصف الأول من الجنود والوقوف على المربع الأصفر، وقال هناك خطر لابد من مواجهته مهما تكن الخسائر، قاوم الجنود المسخرين الخطر وعادوا أربعة منهم فقط منهكين متعبين، نظر إليهم الملك بعين الفخر والثناء قائلا: انتم قد قدمتم شيئا عظيما ولا داعي للحزن على باقي الجنود الذين سقطوا في المعركة فلو أجادوا اللعبة لما قتلوا، عودوا من حيث ما أتيتم سنحتاجكم فيما بعد، استدعى الملك أحصنته التي تتمتع بأسماء عربية أصيلة.

 وأمرهم بالسباق والركض عبر القارات للدخول والوقوف على المربع الأخضر، مصرحا لهم: فقد أوقف الجنود الخطر وحان دوركم الآن، وصلت الأحصنة إلى المربع الأخضر وعاشت بأريحيه تأكل ما لذ وطاب وترسل منها حصة الملك، تستمع لتوجيهاته جيدا وتطبق ما يريد!

لكن سرعان ما حدثت فتنة بين الأحصنة بسبب إن احدهما يرسل حصة اكبر من الآخر للملك، غضب الملك وأمر وزراءه بالتدخل والوقوف على المربع الأسود، وأعطاهم الصلاحية ووفر لهم جميع الإمكانيات بتحويل المربع الأخضر إلى اسود، موجها لهم أمرا: عليكم بقلاع الرقعة فاهدموها.

 فرح الوزراء بهذا التكليف وبذلوا قصارى جهدهم لتقديم فروض الطاعة والولاء عن طريق هذه المهمة، وبعد فترة من الزمن أرسل الوزراء رسالة إلى الملك يخبروه بان بالإمكان تسليط الفيلة، وتحويل المربع الأسود إلى احمر فهو اشد فتكا وأكثر ضراوة، اتفق الجميع على هذا الأمر وبما فيهم أحصنة الملك!!..

جهزوا لتكون جميع أيام الأسبوع ملونة باللون الأحمر، فكان هناك احد دامي واثنين دامي وثلاثاء دامي ووو.... جمعة دامية.

إلى أن غرقت رقعة الشطرنج باللون الأحمر، واستطاعت الفيلة أن تستقطع جزءا من الرقعة، فجأة جاء رداء ابيض من الأعلى يمسح عليها يلملم شملها ويمتص اللون الأحمر، ولا زال هكذا حتى جف اللون شيئا فشيئا، تذكر الملك جنوده الذين نجوا من المربع الأصفر، وقام باستدعائهم لينفذوا المهمة الثانية، وأمرهم هنا بنصب خيام ملونة بكافة ألوان الطيف الشمسي داخل المربع الأبيض.

 قام الجنود بنصب الخيام وبث روح التفاؤل والتغيير والإغراء بالألوان الزاهية البراقة، وتم الاحتفال والرقص والقفز على جميع مربعات رقعة الشطرنج بحرية وديمقراطية، أكرم الملك الجنود بسبب إكمال مهمتهم على أفضل وجه، وأعطى للجنود وأصدقائهم مربعا ورديا يتأملون فيه الخير الوفير.

 ولكن!!.. هنا اعترضت مجموعة تدعي بأحقية التصرف في رقعة الشطرنج وقامت بحجة الأحقية بخلط الألوان جميعها، ساروا عكس عقارب الساعة واتجاهها يضحكون ويضحك عليهم الملك، وللأسف أصبحت رقعة الشطرنج بحيرة من أمرها لا تعرف ما هو اللون القادم الذي سيرسله الملك لها في المستقبل وهل سيناسبها أم مثل كل مرة تاركين لها اللون الرمادي !!..

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك