المقالات

الوقاية من دنس التطبيع


محمد شريف ابو ميسم ||

 

حين خضعت البلاد إلى تطبيقات “نظرية الصدمة” التي وضعها الاقتصادي الأميركي “ميلتون فريدمان” لنقل الشعوب من الدولة الراعية إلى دولة سلطة المال، أنزلت تطبيقات هذه النظرية على العقل العراقي كالصاعقة ( ارهاب، وتقطيع أوصال، ومناكفات، وطائفية، ومحاصصة، وسوء ادارة، وفساد يزكم الأنوف، وفوضى عارمة وغياب لسلطة الدولة، وعدم التكافؤ في الفرص، وسوء خدمات، وأزمات لا تنتهي) .. فدخل العقل الجمعي في غيبوبة الوعي وحالة من اليأس بعد أن وسمت البلاد بوصفها دولة فاشلة.

وكان هذا هو المطلوب على المدى المتوسط بهدف تدجين هذا العقل والقبول بالحلول الجاهزة من الخارج، في ظل أدوات عولمة ثقافية روضت الأجيال المتعبة من الحروب والحصارات وألقت بالأجيال الجديدة في أتون الغرائزية والاستهلاك تحت تأثير الادهاش السمعي والبصري. وصار كل شيء جاهزا للقبول بسلطة الرساميل الأجنبية التي ستحل محل سلطة الدولة، دون أن يستطيع العقل الجمعي أن يتساءل ويجيب عن سر عدم قدرةالحكومات المركزية   والحكومات المحلية على جذب الاستثمار الأجنبي في المحافظات، التي كانت توصف انها آمنة على مدار سنوات، ولماذا كانت تعطل مشاريع القوانين التي تخدم الاستقرار، بينما يعاق تطبيق القوانين المشرعة، وتوأد القوانين ذات الصلة بصناعة الدولة المدنية الحديثة!، ويتصدى الإعلام للمشاريع الوطنية التي تخدم البلاد والعباد.. وكانت الاجابات غير واضحة لأنها تختبأ خلف حقيقة أن كل شيء يراد له أن يكون تحت سلطة رساميل العولمة، بينما تنشغل الشخصية العراقية بذاتها حد التصدي للمنهج العقلي بوصفه “عقلا مهووسا بنظرية المؤامرة”.

فجاء قانون تجريم التطبيع على خلاف كل ذلك، على الرغم من احتمالات كون دوافع التشريع ليست ذات صلة بما نعرضه الآن، وعلى الرغم من قدرة شركات العولمة، التي تقودها الأسر الصهيونية الأكثر تطرفا في العالم قادرة على الالتفاف والظهور بأسماء وجنسيات عربية، وهي تسعى لملكية الأرض الواقعة بين بلاد ما بين النهرين وبلاد النيل، حاملة شعارها الصهيوني الشهير”من الماء إلى الماء تترامى أطراف الدولة اليهودية الكبرى”.

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك