المقالات

صُنّاعُ التاريخ لا يَموتون..


كوثر العزاوي ||

 

إنهم في قلبه يستوطنون، وأنهم باقون، يواصلون تأثيرهم بعد الموت وغالبًا بأخطر مما مارسوه في حياتهم، وآية الله روح الله الموسوي الخميني هو أبرز صنّاع التاريخ في القرن العشرين ولم يأتي التاريخ بمثله ثائرًا أبدًا ، يسألونك عن رجلٍ يُقال له روح الله الخميني! قد أحدث ثورة وقلَبَ نظامًا دكتاتوريا، ولم يكُ يملك سلاحًا سوى التوكّل على الله"عزوجل" فنهض واستنهض الملايين بيدٍ بيضاء كبياض تاريخه الناصع وطاقة الرّوح الفياضة، وكل مااحتاجه في القضاء على  إمبراطورية بهلوية عمرها مئآت السنين، هو الارتباط بالسماء وشدّ الأزر بخالقها، والتعكّز على ثلة مخلصة لنهج آل محمد أجداده المعصومين"عليهم السلام" حيث تجلّى فيه شيء من نور سيد المرسلين" صلى الله عليه وآله" وجرعة من فضل عليّ أمير المؤمنين" عليه السلام" في العلم والفقه والحكمة، وتأثير ماانطوى عليه وجدانهُ من تضحية سيد الشهداء الحسين "عليه السلام" وبصيرته وأهدافهُ وكثير من شجاعته!! فأقدَمَ متسلّحًا بكل أدوات الشرف وأسلحة النزاهة والاستقامة بعيدًا عن جاذبات الأرض وزخارف الدنيا! فكُتِب لمشروعِه الحضاريّ الإلهيّ الفوز والنجاح بمقوّماتِه ودعائمِه التي قامت على أسس قيم الإسلام وتعاليمه وشريعته لهدفِ إنقاذ المستضعفين مما كانوا عليه من تخلّف وظلم وقهرٍ وقمعٍ للحريات ومصادرة الحقوق والمعنويات، متوجّهًا بنيّته وغاياته الى كافة مستضعفي العالم منطلقا من إيمانه، بأن الإسلامَ دينٌ جاء للناس كافة، وهو مشروع مضاد لكل أشكال الاستغلال والاستعمار والتبعية والانحلال والفساد! وبانتصار ثورته "رضوان الله عليه" قد بعث في نفوس الناس الآمال بعودة قوانين السماء، حيث كان لثورته المباركة في إيران دور كبير في إحياء العالم الإسلامي كقوّة فاعلة في الأرض، مستقلة عن الغرب والشرق، بقوة الشعار الذي رفعتهُ عبر حناجر الشعب المسلم الأبيّ بالرضا والتأييد "لا شرقية ولا غربية بل جمهورية إسلامية" مباركة تعيد للمسلمين كرامتهم وعزتهم وحقيقتهم الناصعة وتضمن لهم صلاح عيشهم ، فكان يوم انتصار الثورة لإيران إنما هو انتصار العالم الإسلامي سيما دول المنطقة التي تعاني من الظلم والاضطهاد، فكان ومايزال يومَ الترجمان الحقيقي للإسلام لما قام به روح الله الخميني "طاب ثراه"، من خوارق الأعمال ورَسْمِ خرائط المعجزات وصياغة دستورٍ يتوافق مع قوانين السماء وينسجم مع مصالح الأمة والشعب على ضوء نهج وسيرة المعصومين "عليهم السلام" ناءٍ عن كلّ ربحٍ واستغلال،

مما شهدَ له بذلك أساطين العلم والتقوى وفطاحل الفكر والعقيدة، كما قالَ المفكّر الفيلسوف الشهيد محمد باقر الصدر، شاهد على ذلك

{كنّا نسمع في التاريخ كيف ينتصر الإيمان على السيف، وكنّا نؤمن بذلك غيبًا، أمّا اليوم فقد جسّد الإمام الخمينيّ كل ذلك عمليّا}

فسلام على روحه التي مافتأت تُلهِم الاحرار في حياته وبعد مماته فطاب ثراه.

 

٣ ذوالقعدة١٤٤٣هج

٣-٦-٢٠٢٢م

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك