المقالات

خَــرقَ الأَوراق وَخَــلقَ الأَعذار 


سلمى الزيدي ||   مُنذُ أَنْ تَصَدَرت مادةِ اللغةَ الإنجليزية ( الغربية ) على مادة الإسلامية ( العرَبية ) في منهاجِ التَعليم العِراقي، وَبَلَدي لَم يَعُدْ بِخَير. وَبَعدَ أَن كُشِفَت أَغلَب الأَلاعيبُ والخُطَطَ الخارجيةِ لإستِهداف التعليم ،  والذي يُعتبَر وَمِنَ المُؤَكدِ الرَكِيزةَ الأَساسيةِ  وَالبِناء القَوي لِجَميعِ المُجتَمَعات، ها هيَّ اليوم إِحدى نَتائِجِ هذا الهدمْ العِلمي تَظهَرُ مِن خِلالِ بَعض الخُروقاتِ العَجيبةِ الَتي تَحصل في الدَوائِر الحُكوميةِ المُختَصة بالتربيةِ وَالتَعليم في العِراق! وَأَعظمَها ما حَصَلَ وَيَحصَلُ مُؤَخَراً مِن تَسريب لأَوراق الأسئِلَةِ الإِمتِحانيةِ ( البكالوريا ) لِبَعض مَوادها لِلصُفوفِ المُنتَهِةِ ( الثالِث المُتوَسِط )! والتي مِن المُفتَرَض أَنّْ تُوضَع مِن قِبل لَجنَةٍ تَعليمِيةٍ سِريةٍ بِحِراسةٍ مُشدَّدةٍ، كَونَها تُحَدِد مَصيُر شَهادةً مُتَوَسِطةً مُعتَرف بِها . تَضارَبَت الأَخبارُ في مَواقِع التَواصُل الإِجتِماعي والإِذاعات َ مِنها مَن تُؤَكِد الخَبَر وَالأخرى تَنفي وَتَتَعَذّر، وَ مابَينَ المُؤَكَدِ وَ النَفي ضِدّان ( أُذُنٌ وَ عَينان )، الأُولى تُحاوِلُ الإِثبات بِشَتى الطُرُق لِتَفضَح الأَكاذيب، وَالأُخرى تُحاوِل التَلمِيع السِياسي بِكُل وَجهٍ لِصالِحِ حُكومَةٍ ضَعيفَة هَزيلةً تَجمَع ( المُتَرَديةَ وَ النَطيحة )، لاتَقدَر عَلى الوقوف وَحِماية أَوراقٍ إِمتِحانيةً كَيفَ لَها أَن تَقودُ بَلَدٌ إِلى بَرِّ الأَمان . إِنتَصَرت الجِهة الأُولى لإِثبات الحَقيقة بِالأدِلَةِ وَالبَراهين، فَقامَت الأُخرى بِتَشكيلِ لَجنَةٍ تَحقِيقيةٍ ( تَسحَقُ الأَخضَرَ وَ اليابِس ) لا يُفيدُها لِبسُ الكَماماتُ لإِخفاء وَجهَ خَجولاً، ولا أَقنِعَةً واقيةٍ مِن دُخانِ وَغازِ التوصِياتِ بِعَدَم جلبِ أسمَ (فُلانٍ ) أَو سَحِل ( عِلان)، ( فَأَقبَلَ بَعضَهُم عَلى بَعضٍ يَتَسآءلون )، لِتَأخُذَ مِنَ الوَقتِ  شَتان، وتَخرُجُ بِحِلولٍ مُتَكَرِرةٍ ظاهِرةً لِلعَيان حَفَظها الشَعبُ  ظَهراً وَ قَلب، سَنُحاسِبْ، سَنُحاوِلْ، سَنُغَيِرْ، سَنَقِفُ وَ سَنواصِل، حَتى بَغَضنا حَرفَ ( السِين )! وَكَما المَثَل العَرَبي يَقولُ ( ذَهَبَ الحِمارُ بِأُمِ لَيلى يَجيدُ بِها فَلا رَجَعَت وَ لا رَجَعَ الحِمارُ )، لِننتَظر حِلولاً لا فائِدةً مِنها فالخُروقاتِ صارت تَنخُرُ بأَغلَب دوائِر الدَولةِ في ضِلِ حُكومةٍ تَتَعَذَر وَ تَتَحَجَج أَكثَر مما تُقَدِم عاجِزةٍ تماماً، لاتَحمي سِيادة وَطَنها وَلا سماءهِ ولاماءهِ ولا أَوراقهِ، فـ لله دُرُكَ يا وَطَني ( لَعُمرُكَ أَنَهم لَفي سَكرَتِهِم يَعمَهون).  لِذا يَجِب عَلى الشَعبِ العراقي الصابرُ أَن يُطالب بِتَشكيلِ حُكُومةٍ جَديدةٍ قَويةَ تَخدُم مَصالِح شعبَها وَ تُدافِع عَنه وَ لا تَسمَحُ بِجَميع التَدَخُلات الخارِجيةِ، وَ تُخَلِصهُ مِن الأَزَمات الخَطيرةِ التي إنتَشَرت في جَميع مَفاصِل البَلَد، خاصةً بَعدَ أَن مَرَّ على الإنتِخابات أَشهُراً عَديدةً! صارَ لابُدَّ مِن التَغيير لإنقاذ الشَعب .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك