المقالات

اوهام سرمد.. التحوّل الاجتماعي..! 


محمد جعفر الحسن ||

 

الفوضى هي الشماعة الاخيرة التي يتشبث بها انصارها من الفوضويين الذين يكرهون تحكيم رأي الشعب حتى وإن كانت النتائج لصالحهم. واي مؤسسة لا تراعي فوضاهم سوف ترشق بحجار كثير.

القضاء.. هو الملجأ الذي عنده يلتقي الخصوم، عندما خالف مصالحهم توجهت صوبه السهام كالمطر، وآخر تلك السهام اطلقت من قناة الدولة الرسمية "العراقية الاخبارية". يهان القضاء العراقي من على منبرها والبث مستمر، والضيف يتحدث والمضيف يصغي وكأنه يشغل ضوءاً اخضرا ليمارس ضيفه السب والشتم.

ما هو افظع من الشتائم، المغالطات التي طرحها ذلك الضيف المختبئ في اربيل العراقية هربا من القضاء العراقي!.. والمغالطة التي طرحها سرمد الطائي هي: التحول الاجتماعي الناتج عن الانتخابات والذي يجسده التحالف الثلاثي، اذ ربط صاحبهم ذلك التحالف المكون من الصدر والبرزاني والحلبوسي والخنجر بحراك تشرين من العام 2019 وعبّر عن هذه الخلطة بمفردة "تحول اجتماعي". اذا كان السيد الطائي مكلف بترويج هذه الفكرة فهو معذور، فقد تكون سبل العيش قد ضاقت به فالتجأ الى التطبيل للحصول على قصعة. اما اذا كان رأيه مجانياً وتعبيرا ذاتيا فهو تحت تأثير افيون او مادة شديدة الفعالية ضد العقل، لا سيما وان الطائي وقع في فخ كبير من التناقضات واثبت روايات سابقة عن احداث تشرين عندما ربطها بالثلاثي، اذ كانت ابرز تهمة موجهة لتشرين هي الارتباط بجهات واجندات سياسية، والسيد سرمد اثبت هذه التهمة من على شاشة فضائية الدولة التي يرأسها احد الصاعدين على اكتاف تشرين!

ثاني التناقضات التي وقع بها الطائي هي انه عدّ ما يحصل في العراق بتحول فكري واجتماعي وعلى القضاء ان لا يواجه تلك التحولات. وهنا نقول: اذا كانت الانتخابات هي معيار التحول الاجتماعي والفكري، فقد شارك بها اقل من ثلاثين بالمئة من المجتمع العراقي، وجزء كبير من تشرين قاطعها، فلا يصح الاستشهاد بمن فاز في الانتخابات لدعم رؤية من قاطع الانتخابات، ثم كيف يدافع الطائي عن تشرين ويدعي انه جزء منها وبنفس الوقت ينتفض ضد القضاء العراقي ويقول نصا: "القضاء يمارس انقلابا سياسيا وامنيا ضد نتائج الانتخابات".

وهنا على تشرين والمؤمنين بها ان يتكفلوا بالرد على الطائي وان سكتوا فيبدو انهم لم يخرجوا ضد فسادا او فشلا؛ انما كانوا اجراء عند احزاب التحالف الثلاثي المتهم بعض اعضاءها بالفساد، وهنا تثبت فرضية "تشرين تستهدف الشيعة".

التحوّل الاجتماعي مفهوم عميق وكبير وخطير بذات الوقت، وما حصل في الانتخابات العراقية لا يندرج ضمن التحولات الاجتماعية، فالقوى الفائزة هي القوى التي كانت تحكم منذ 2003. يبدو أنّهم يستخدمون المفاهيم من دون التدقيق فيها او تشريحها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك