المقالات

الأردن بين مطرقة الانقلاب والدور الاقليمي المفروض


حسين الجنابي ||

 

معاودة نشاط أزمة العائلة المالكة في الأردن بين الملك وولي العهد السابق وألاخ غير الشقيق الامير  حمزة يعطي دلالات ان على الملك ضغوطات ربما ستدفع به إلى تقديم تنازلات لئلا يكون مصيره، كالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي و المصري حسني مبارك  وهذا الأسلوب لم يعد خافياً على أحد وهو من الوسائل الغربية للضغط على الملوك والرؤساء للقبول بما يملى عليهم.

الملك أمام أحد الخيارين أما أدخال بلده في مشاريع ولعب أدوار (نهايتها سيدفع الأردنييون ثمناً باهضاً) او في حال الرفض سيصار إلى  تثوير  الشارع أو دعم إنقلاب داخل العائلة المالكة من خلال الأمير حمزة لأسقاطه كنوع من انواع العقاب لمن يرفض السير نحو النهاية المحتومة لكل من يطير في سماء الغرب كما هو حال زيلينسكي الذي تورط وورط شعبه بحرب غير متكافئة والانتصار فيها محال.

الخلاصة...

ان اللقاءات الأخيرة بين الملك عبدالله وأبن زايد والكاظمي والسيسي في العقبة  وما سبقها من عودة علاقات تركيا مع  اسرائيل والسعودية والامارات كل على حدا. والقمة العربية التي عقدت في اسرائيل لأجراء محادثات بشأن التأثير الاقتصادي للحرب الروسية على اوكرانيا والنفوذ الإيراني كما جاء في تصريح المشاركين فيها ، كما سبق ذلك اجتماع لقادة مصر وإسرائيل والإمارات....

يبدو من هذا النشاط المحموم أن هناك شيئ يعد في الخفاء ووزعت الأدوار لكل دولة أو حكومة، وأن هناك حلفاً عسكرياً تشكل و سيظهر  في بادئ الامر  على الساحة بنشاطات عسكرية تركية، ربما سيكون ميدانها  الساحة الشمالية والغربية للعراق  وكذلك السورية في إعادة لتموضع عسكري تحضيراً لأنتشار عسكري واسع، فرضته معادلة الحرب الاوكرانية، التي كشفت على ان علاقات الدول التي لديها نشاط أقليمي (  تركيا - الامارات- السعودية - اسرائيل ) ودولي (بريطانيا - امريكا - اسرائيل ) قد وصلا إلى قناعة ان التصعيد و الصدام المسلح لا بد منه كضرورة من ضرورات البقاء والوجود...

 لمواجهة أزمتا الغذاء والطاقة العالميتين ليليهما أنكماش أقتصادي كبير كنتيجة حتمية لأزمتا الغذاء والطاقة وهذا ليس بغائب عن أنظارهما المتجهة نحو منابع ومصادر الطاقة كالعراق وسوريا وليبيا واليمن، لمواجهة هذه الازمات، وعلى العالم كما ترى القيادة العالمية، ان يعاد تقسيمه من جديد وفق معطيات جيوسياسية وجيوطاقاوية عبر حروب جديدة ميدانها مناطق الثروات والطاقة والموانئ والبلدان ذات المواقع الاستراتيجية،.

الحروب الجديدة تجمع بين الاقتصاد والسياسة والامن والعسكر وأما الشعوب التي هي بحسب مفهوم الرأسمالية الغربية سلعة رخيصة تحترم  وتسترخص متى ما أستوجبت المصلحة.... والشعب الاوكراني مثال على الاسترخاص والامتهان، فالانسان عندهم سلعة للحرق والتشريد لتغيير المعادلات الدولية ليس اكثر من ذلك...

وعوداً على بدأ،. الأردن يتوسط لبنان وسوريا والعراق  جغرافياً، وتشترك هذه الدول بحالة من عدم الاستقرار والغليان الذي من الممكن أن ينتج حالة من الصراع المحلي الداخلي بين أبناء الشعب نفسه، تنفيذاً لأرادة أقليمية ودولية، فالمنطقة المحصورة بين  الاردن وسوريا والعراق والسعودية أحتلت أهمية أستراتيجية، فتركيا  تريد أن تُعَبد  مساراً أستراتيجياً منطلقاً من أراضيها وصولاً  إلى ميناء العقبة عبر قضاء سنجار وما يحصل فيه من نشاط عسكري ما هو إلا أنسجاماً مع متطلبات هذا المشروع، فالمشروع يلهب تركيا الحماسةً بعد عودة علاقاتها مع  أسرائيل والسعودية والإمارات.

المنطقة الأردنية المتداخلة مع الأراضي العراقية والأراضي السورية ممكن ان تتحول إلى قاعدة عسكرية لأنطلاق عمليات او نشاطات عسكرية أقليمية في  المشروع المرتقب.

 

*كاتب ومحلل سياسي /

202‪1/5/30

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك