المقالات

قلم مالح / ٢ / فن الحياة، وانتشار (التفاهات)


حسن الربيعي *||

 

* سلسلة نقدية  

 

مساكم الله بالخير..

عندما يحاكي الفن حقائق الأشياء يظهر الجمال المكنون في جوهرها، ويحررها من القيود التي تعرقل مسيرها نحو المطلق، وعندما تحتضنه منظومة القيم والأخلاق الأصيلة، يسمو ويساهم برقي المجتمع وازدهار الحياة.

والطبيعة العراقية بأفراحها وأتراحها، زرعت الفن في فطرة الانسان، بفضل التراكم الحضاري، والتنوع الثقافي والفكري، وتنوع البيئة وحيويتها، وما تحويه من ثروات في ظاهرها، وباطنها، ما جعل الانسان العراقي منتجاً لأنواع الفنون منذ آلاف السنين، وسباقاً في عطائه الحضاري. فعندما يكون الفن هادفا، وملتزماً بأخلاق المجتمع، وصادقاً في التعبير عن مشاعر الأفراد، وممتلئاً بالمضامين السامية المعبرة عن الفضيلة، يكون مبدعاً ومشرقاً، ويساعد على تذوق الجمال، والتفاعل الإيجابي مع الآخرين.

لكننا نرى بين الفينة والأخرى أشخاصاً يجهلون المعاني السامية للفن، ويعملون على استغلال السينما، والمسرح، والشعر، والغناء، وغير ذلك، حباً للانتشار (الطشّة)، والكسب المالي والشخصي على حساب الذوق العام، هنا لابد لمؤسسات الضبط الاجتماعي أن تمارس دورها، بمنع (التفاهات) من استغلال الفن وأدواته، كما يحصل في بعض المشاهد (الخادشة للحياء) التي تتضمنها بعض المسرحيات، والأغاني (الهابطة)، والمقاطع الشعرية، والخطابية (المبتذلة)، فكلنا مسؤولون، المؤسسات الدينية، والحكومية، والنقابات، والنخب الاجتماعية، والطليعة الشبابية، لابد أن يتحمل هذا الجيل مسؤولية حماية النمط العراقي الأصيل، والوقوف بوجه (التفاهات)، ومقاطعتها أينما تكون، ولاسيما في وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت أكثر الطرق نشراً للثقافة الشعبية، ولابد من المحافظة على الفن الصانع للحياة.

 

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك