المقالات

انتصاراتُ الطفين..!


خلود عبد القادر جواد التميمي ||

 

الطفُ هي تلك الملحمةُ التأريخيةُ التي كانتْ بقيادةِ إبنِ بنتِ رسول الله (ص) الإمامِ الحسينِ (ع) تتميزُ عن واقعاتِ الدهرِ بأن اثرَ إنتصار قائدِها فيها  لا يحدُه مكانٌ ولا زمان لذا وصفَ المفكرُ المسيحي انطوان بارا الامامَ الحسين بأنه " ذبيحٌ ارسى للبشريةِ مجدَها الذي ترتعُ في نعمتِهِ الآن والى ابدِ الدهورِ"

قد يسألُ البعضُ كيف انتصرَ الحسينُ ؟

يردُ هذا السؤالُ كون مجرياتّ الأمورِ عسكريًا آنذاك كانتْ لصالحِ يزيد بنِ معاوية ولكن يكمنَ سرُ الثورةِ الحسينيةِ بأن انتصارَها في رسالتِها فلم يخرجِ الحسينُ (ع) لطلبِ حكمٍ او سلطانٍ وانما لطلبِ الإصلاحِ في أمةِ جدِهِ رسولِ الله (ص) اي كانَتْ غايتُه الوقوفَ بوجهِ الظلمِ والطغيانِ والحفاظِ على الدينِ فمن خلالِ هذه الملحمةِ صنعَ الإمامُ (ع) للتشيّعِ كيانَه الخاص المنفصل عن الحكامِ والطغاةِ حيث ان المفهومَ العامَ كان قبل ثورتِهِ الحاكمُ هو من يمثلُ الشريعةَ فألغى الإمامُ الحسينُ هذا المفهومَ وبيّنَ للناسِ ان من يمثلُ الدينَ هم اشخاصٌ مرتبطونَ بالسماءِ وهم النبي محمد والمعصومون (عليهم السلام ) وكان المضحي الأولُ هو الممهد للثورةِ الإمامُ الحسنُ (عليه السلام) الذي حقنَ الدماءَ بتنازلِه عن الأمرِ لمعاويةٍ بنِ أبي سفيان.

الأمر لا يعني أكثرَ من معنى الملك والسلطان الزائل لذا هذه الثورةُ ذاتُ الإعدادِ الحَسني والتفجيرِ الحسيني  منعتْ اندحارَ الرسالةِ الاسلاميةِ ووصلَ انتصارُها للأجيالِ على مرِ العصورِ فأصبحتِ المدرسةُ العاشورائيةُ خطرا يهددُ كلَ الطغاةِ حيث قدمتِ الكثيرَ من  دروسِ التضحيةِ والفداءِ من اجلِ إحقاقِ الحقِ لذا كانوا وما زالوا كلَ  أتباعِ تلك المدرسةِ قنبلة موقوتة قد تنفجرُ في أيِ لحظةٍ بوجهِ الظلم .

 ودليلُ ذلك بعد 1375 عامَ الفٍ وثلاثمئةٍ وخمسةٍ وسبعينَ من يومِ الطفِ  وعلى خطى العاشوراءِ هبَ أبناءُ الحشدِ الشعبي المقدس  ليسطروا أروعَ الملاحمِ في طفِ العصرِ وكأن ابا الفضلِ العباسِ سقاهم من نبعِ غيرتِه لينصروا الحسينَ في حينَ الجميعِ في ضفةِ  ( يا ليتنا كنا معكم ) عبروا اولئك الابرارُ الى ضفةِ ( إنّا معكم ) ليلتقطوا الرايةَ من كفي أبي الفضلِ و لنجدَ شيبةً مباركةً كشيبةِ حبيب بن مظاهر ومسيحي يقاتلُ كوهبِ النصراني ولنجدَ جنودًا  إنسانيتهم تزاحمُ شجاعتَهم ولنجدَ زينبياتٍ شامخاتٍ رؤوسهن وهن ينادينَ ان كانَ يرضيك هذا يا رب فخذْ حتى ترضى ففي الحشدِ كلُ شيءٍ من عاشوراءَ وكلُ أرضٍ تصبحُ من اجلهِم كربلاء فبين الطفينِ نجدُ نفسَ الرسالةِ فمن لم يدركِ الحشدَ لم يدركْ دروسَ عاشوراء ، قاتلَ الحسينُ من اجلِ الانسانيةِ ولم يدافعِ الحشدُ الا للغايةِ ذاتها فمن كانتْ غايُته الإنسانيةّ منتصرًا لا محال .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك