المقالات

فكر لم يزل  يقظا..!


انتصار حميد ||

 

أن نختلفَ في التفاصيلِ مع الاتفاقِ على جوهرِ القضايا، فهذا أمرٌ صحيٌّ, يندرجُ في مسارِ التقويمِ الصحيح , باعتبارِ إمكانيَّةِ وجودِ التوهُّم والخطأ فيمن لم يعصمْه اللهُ تعالى عن ذلك . فمثلا قضيةُ ما يسمَّى بمشروع قرار الأمن الغذائي: قضيةٌ اقرَّت المحكمةُ الاتحاديَّةُ العليا ببطلانِها، بموجب المدونةِ التي جاءَ عليها مشروعُ القرار . 

إنَّ وقوفَ المحكمةِ الدستوريةِ بوجهِ هذا القرار, يمثلُ مشروعيةَ وجهةِ نظرِ الآخر المختلف, وهي وجهةُ نظرٍ كان ينبغي أن يُحمَدَ عليها، لا أن يُوصفَ بالتبعيَّة والعمالة. 

تذكَّرْ بأنَّ التبعيَّةَ الذين وصفتَهم هم ورثةُ المقابرِ الجماعيَّة.. أبناءُ السواترِ التي أذلَّتْ الاستكبارَ ومن سارَ في ركبه فكر من العربِ والعراقيين. وإذا أردتَ أن تتعرفَ على تبعيتِهم جيِّدا, فاخرج إلى الطرقاتِ ستجد لهم على كلِّ عمودٍ ما يشهدُ لغيرتِهم ووطنيتِهم : صورا تحكي قصةَ أبطالٍ في ريعانِ الشباب أبَوا الَّا العزةَ للدينِ والوطن . 

وسواءٌ في إطارِ المقابرِ الجماعيَّةِ أو في إطارِ الهجمةِ البربريَّةِ الداعشيَّة فإنَّ هؤلاء قد قُتِلُوا تحتَ مظلَّة شعاراتٍ وأوصافٍ, من أبرزها (عملاء وتبعيَّة). 

من يقولُ بغيرِ ذلك إمَّا أنَّه لم يدرك كلَّ التفاصيلِ المرَّة للحقبتين, وإمَّا أنَّه يكون واقعًا خارجَ الزمن، أو خارج الوعي بحجم المحنة.. خارجَ سيرورةِ الأحداثِ التي آلت إلى أن تتأكَّد العقائدُ التي رسَّخها البعث لتنخرَ جسد الحاضر، كما نخرت جسد أكثر من ثلاثة عقود.. تلك العقائد التي لا تؤمنُ إلَّا بأقصاء المختلف وإلقاء التهم جزافا.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك