المقالات

فراتية أنا..!


لمى يعرب محمد ||

 

ما بين ألأزقة الضيقة لمدينتي، يخرج صوت يئن تارة ويصرخ أخرى، يتكأ على عكاز ارث عظيم، مفعم بالحضارة والعلم والعلماء، مجتمع بسيط طيب كريم، يتسامى بالمعرفة والفكر والأدب، عروس الفرات والفيحاء وكعبة العلم ، أكرمها الله بنقاوة هواؤها، وعذوبة ماؤها، وجمال مرابعها، وخير من أشاد فيها إمام المتقين وقائد الغر المحلجين الإمام علي بن أبي طالب(ع) "ستكون مدينة يقال لها الحلة السيفية، يمدنها رجل من بني أسد، يظهر بها قوم أخيار لو اقسم احدهم على الله لأبر قسمه"، لذلك تعد الحلة من أمهات المدن حيث كان فيها مركز الحوزة العلمية.

سميت مدينة الحلة - بضم الحاء وتشديد اللام- بهذا الاسم لشدة جمالها وبعد سنين وأعوام أصبحت "حلة"- بكسر الحاء وتشديد اللام- وتقال لعدة أشياء:-

 أما منزل القوم وفيهم كثرة

أو مجتمع الناس

 أو الشجر الشائك اصغر من العوسج  

أصعب المواقف التي مرت بها هذه الشيخة الجليلة، ذات التاريخ الرصين والحاضر التعيس، هو الخذلان عمن ظنتهم إن المستقبل سيكون معهم الأفضل، فانكسر فيها الأمل بقبضة قسوتهم، وانسكبت أحلامها، وسقى ماؤهم المالح أراضيها فتحولت قاحلة جرداء، استلذوا بطعم لحمها الميت يأكلون ولا يبالون، شؤم وبلاء، صنعوا تحت جسرها ما أراد به أولاد يعقوب لأخيهم يوسف، اظهروا عكس ما يبطنون مكروا وعلى مكرهم سيحاسبون.

عذرا يا سيدة العمر،عمرك أطول أعمار الكون، أنت مولودة تاريخية فلا يمكن دفنك وتحورك حسب أهوائهم، فبينهم لا تعودي، حتى تبصري صفاء القلوب، فلا تؤمني بالتعددية واستحداث القيم والأعراف، فلا تكوني تشرين وكوني اثني عشر شهرا كاملا، سنينا وأعواما ودهورا.

انتظري أن يعود الصواب لأجلك، أنت كالدين يا مدينتي لا أكراه فيه، من دخل فيك من أبنائك البارين الصالحين يعيش في نعيم دائم، أما الجاحدين في تاريخك مبارك عليهم جحيم من قلق وارق، وتصفية حساب لا يعلمون متى يكون، فالعبث معك جريمة كبرى تستوجب التوبة النصوح، وتذكري أن الله قد ارجع بسمائك الشمس إكراما لطيبك وطيب من وقف على أرضك..

 وها هي الحلة الفيحاء الآن بتاريخ منتهي الصلاحية!!..

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك