المقالات

محيطي ليس مهدوياً، ماذا اصنع؟!


منار العامري ||   الانسان بطبيعته ينتمي الى بيئته المحيطة به، وكلما كان التشابه بينه وبينه ذلك المحيط اكبر، كلما كان شعوره بالاندماج والارتياح في محيطه اكبر. فهو يأنس بمن يماثله او يشابهه ولولا ذلك لما سُمي انساناً، انما اشتُقّت كلمة انسان من الاُنس، ونرى ذلك جلياً عند تفحّصِنا للمجتمعات حيث نجد ان افرادها يشتركون في صفات او عادات او اخلاقيات او توجهات معينة وهي التي جمعتهم، وذلك لا يعني اننا لن نجد اشخاصاً مختلفين عنهم في داخل اوساطهم، ولكن من كانت صفته او طبيعته مختلفة عنهم ربما سيكون في حالة من الانزواء والانعزال وعدم الاندماج. اريد ان اتوغل قليلاً وأسطر بعض الكلمات الى من يعانون من تواجدهم في بيئة غير مهدوية، لتكون لهم كالومضات في الظلام  لعلها تنفعهم. ايها النادرون هل تعلمون انكم محظوظون؟ نعم محظوظون، لانكم  وُجِدتم بين اناس لا تشبهونهم وربما ظننتم انكم تُعساء، والحال انكم سُعداء لأنكم شابهتم الانبياء! النبي يغرسه الله تعالى في بيئةٍ طبيعتها الفكرية مخالفة تماما لما يحمله من رسالة لهم، ولكن الجميل في الامر ان ثمار دعوة ذلك النبي في رحِم ذلك المجتمع المخالف تكون ألذّ لأن الرسوخ العقائدي يكون اقوى. رسالتي للمهدوي الذي يعاني من عائلته او اصدقائه او محيطه وبيئته لو كانوا على غير هواه وليس لديهم اهتماماً بالقضية المهدوية، فماذا يصنع؟ لو قال بأنه مُحبَط ولا يستطيع التأثير في من حوله، سنقول له بأن المؤمن نور والنور يؤثر ولا يتأثر! بإمكانه ان يكون صاحب رسالة وعليه ان يؤديها على اكمل وجه تجاه بيئته، لِما لا يجرّب ان يكون كالانبياء ولكن من غير نبوّة؟!  النبي يختاره الله لهداية الناس، فليكرس هذا المهدوي نفسه ليكون ايضاً هادياً للناس. إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وُجد في اصعب بيئةٍ واكثرها مخالفةً لمشروعه الرسالي الذي جاء به، ولكنه رغم ذلك صَنع من عدة افراد في بداية دعوته، ملاييناً من المسلمين في ارجاء المعمورة، وسيكمل حفيدُه المنتظَر (عجل الله فرجه الشريف) ما جاء به جده فسيظهر في مكة وسيجدد دين جده وسيواجه اعتى الطغاة واقوى الجيوش، وما بين رحمته بالمستضعفين ونقمته على المتجبرين سينشر نور الله الذي أبى الله (عزّ وجل) الا ان يتمّه. يا ايها المهدوي ويا ايتها المهدوية كونوا انبياء من غير نبوة واجعلوا من نقطة الضعف هذه، فرصة للارتقاء الى نيل رضا المعبود عز وجل. ابذروا بِذاركم واسعوا سعيكم وابذلوا جهدكم في سبيل ايصال قضية امامنا المظلوم الغائب بأبي وامي، فلابد ان تأتي يوماً ما غيمة ماطرة لتصب عصارتها على بذوركم فتنمو براعم جهودكم وتورق اغصان صبركم وجهادكم، لتظلل افياء شجرتكم على صحراء قلوب الناس فيدخل المزيد منهم ضمن دائرة انصار الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف، وإذا بكم تنظرون نِتاج عملكم في تلك البيئة او العائلة الصغيرة غير المهدوية قد تعاظَم  وانتشر حتى انتقلت تلك العدوى الجميلة من واحد لآخر، وما اجمل العدوى المهدوية! اوصي نفسي واوصيكم بالثبات وعدم الاطمئنان فالامر رغم جماله لا يخلو من خطورة زلة القدم بعد ثبوتها فالغربال جارٍ على قدم وساق وبأقصى سرعته فحذار ان نكون من الساقطين في الغربلة، وحذارِ من ألاعيب الشيطان ومكره الذي يدخل الينا من باب اليأس والإحباط لئلّا نستمر بالدعوة المهدوية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك