المقالات

حكم الصبيان..!


الحقوقي علي الفارس ||

 

صبيهم عارم وشابهم شاطر وشيخهم لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر’’ الاعتزاز بهم ذل وطلب ما في أيديهم فقر ’’ الحليم فيهم غاو والآمر فيهم بالمعروف متهم ’’ المؤمن فيهم مستضعف والفاسق فيهم مشرف’’ السنة فيهم بدعة والبدعة فيهم سنة فعند ذلك يسلط الله عليهم شرارهم ويدعو خيارهم فلا يستجاب لهم".

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أبي القاسم محمد وآلة الطيبين الطاهرين وبعد:

 ذكر أمير المؤمنين عليه السلام كل ما يخص الأمة الإسلامية صغيره وكبيره، فهو باب مدينة العلم التي يؤمُّها الناس من كل فجٍّ عميق، ولم يكن غائبا حال الناس في آخر الزمان عن أمير المؤمنين عليه السلام، إذا تناوله في كلامه المبارك، وسنسلط الضوء في هذا الأسطر عن ما جاء في نهج البلاغة عن آخر الزمان.

وجاء في النهج قوله عليه السلام ((وَذلِكَ زَمَانٌ لاَ يَنْجُو فِيهِ إِلاَّ كُلُّ مٌؤْمِن نُوَمَة، إِنْ شَهِدَ لَمْ يُعْرَفْ، وَإِنْ غَابَ لَمْ يُفْتَقَدْ، أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَى، وَأَعْلاَمُ السُّرَى، لَيْسُوا بِالْمَسَايِيحِ، وَلاَ الْمَذَايِيعِ الْبُذُرِ، أُولَئِكَ يَفْتَحُ اللهُ لَهُمْ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ، وَيَكْشِفُ عَنْهُمْ ضَرَّاءَ نِقْمَتِهِ. أَيُّهَا النَّاسُ، سَيَأْتي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُكْفَأُ فِيهِ الإسْلاَمُ، كَمَا يُكْفَأُ الإنَاءُ بِمَا فِيهِ. أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ قَدْ أَعَاذَكُمْ مِنْ أَنْ يَجُورَ عَلَيْكُمْ، وَلَمْ يُعِذْكُمْ مِنْ أَنْ يَبْتَلِيكُمْ، وَقَدْ قَالِ جَلَّ مِنْ قَائِل: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ) ([12]

فالإمام عليه السلام يتحدث في هذا النص عن زمان آتٍ، يكون فيه الناس على وفق هذه الصفات التي ذكرها فيهم، (وَذلِكَ زَمَانٌ لاَ يَنْجُو فِيهِ إِلاَّ كُلُّ مٌؤْمِن نُوَمَة، إِنْ شَهِدَ لَمْ يُعْرَفْ، وَإِنْ غَابَ لَمْ يُفْتَقَدْ)، وهو إشارة إلى أن المؤمن لا وجود له بين الناس منعزل عنهم لا يؤثر وجوده من عدمه فيهم وقد كنى الإمام عليه السلام بذلك بقوله (نومة).، إذ (يدل سياق الكلام على أن المراد بالزمان المشار إليه، الزمان الذي يعرض الناس فيه عن الدين)..

أما قوله عليه السلام:) (أولئك مصابيح الهدى، وأعلام السري). يريد بذلك المؤمنين المخلصين؛ لأنهم يعملون بعلمهم، ويخلصون لدينهم، ولأن سيرتهم وأعمالهم تترك أطيب الأثر في النفوس، وربما اهتدى بهم الكثير من التائهين والمنحرفين (ليسوا بالمساييح) لا يسيحون ويمشون بين الناس بالفساد (ولا المذاييع البذر) لا يذيعون الفاحشة، ويبذرون النميمة والوشاية (أولئك يفتح اللَّه لهم أبواب رحمته) ويسكنهم فسيح جنته.. لذلك نبين أن هذا الزمان (تتحرك فيه الرغبات، وتنطلق الميول والأهواء، ويكثر فيه التنافس والتباهي بأسباب الدنيا وزينتها كالسيارات والعمارات، والأثاث والرياش كالعصر الذي نعيش فيه. وليس من شك ان أحسن الناس عاقبة حينذاك هو الرجل المجهول، فهو لا ينافس أحدا، ولا أحد ينافسه ويحسده على شيء من الحطام. إنه يعمل من أجل قوته بهدوء، ويطيع ربه بلا جعجعة، ويشغله الخوف منه عن الناس وما يعبثون).. كما أشار عليه السلام ’الى فتره تمر على البلاد ’ويكون فيها حكم الصبيان حيث يعثون في الارض فسادا وظلما ’ولا يفرقون بين الناقه والجمل ’الكبير عندهم غير موقر والصغير لديهم محترم ’معروفهم منكر ومنكرهم معروف يمسكون زمام الحكم’’ يسلطون سيوفهم على رقاب اتباع اهل البيت الخلص’’ يسيرون على نهج الامويين واعداء اهل البيت’’ عهودهم منقوضه اقوالهم كاذبة ’’ صدق امير المؤمنين عليه السلام في كل حرف رسمة لنا ’اليوم نرى ونعيش هذه الاحداث وان كانت بعيده عنا او لم تكتمل لكن رياحها نراها تعصف اطراف بلادنا او تنطلق من حولنا تلك الرياح الخبيثة ’’ كما بداءة شعلة تلك الفتن تظهر لدينا انطلاقا من السير على طريق الباطل وترك طريق الحق ’في اغتصاب حقوق المكون الشيعي’’ التهجم على مراجعنا العظام’’ محاولة قصم ضهر اتباع اهل البيت ’’ومحاربتهم وتهديدهم بقلع ’بذرة الفتوى المباركة وهي ولادة قوة عقائدية موالية’’ وهم امة الحشد المقدس التي تعتبر المعسكر الحسيني ’الذي سوف يوكن الرمح والسيف القاطع ’لمخططات ال سعود واتباعهم ’’من الشيصبانيين والسفيانيين ’’ الذين امتلأت قلوبهم بالحقد والضغينة والخبث اتجاه اتباع ال البيت عليهم السلام ’ لكن سنبقى المعسكر الحسيني العلوي ’’الذي يضحي ويجاهد من اجل الحق ومن اجل المذهب والمراقد المقدسة ومراجعنا العظام’’ نسال الله حسن الخاتمة والقبول’ ونسال الله الصمود بوجه تلك المخططات التي ازاحت جزء من اتباع التشيع الى جانب معسكر اتباع ال سفيان .. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي التميمي
2022-05-21
بوركت اناملك وجزيت خيراً على هذه المقاله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك