المقالات

لا تدفنني وأنا أتنفس


عباس زينل||   أنت الذي تمجد بصدام وتتمنى زمنه، هلاّ سألتني مرة واحدة لماذا لا أقبل أن يمجده أحد؟ هل استمعت مرة واحدة لي؟ هل تعرف ما عانيته وما زلت أعانيه؟ هل نزعت ثوبك العقائدي والمذهبي والقومي، ووضعت مصالحك الحزبية والشخصية على صفحة، ولبست لمرة واحدة ثوب انساني لكي تراني بوضوح؟ استمع لي كصديق ودعني أسرد لك بالحديث عن جراحاتي ومعاناتي. انا لا أريد صدّام ولا اي صدّاماً اخر؛ لأنني بكل بساطة لا أريد ان أشاهد أمي تبكي على رفات أخي، والذي أعدم بتهمة التبعية، أو دفن وهو يتنفس لكونه يقصد الحسين مشيًا، لا أريد لأبي أن يُسجن مجرد لقراءته كتاب مفاتِح الجنان، وأنت أمك تشتري لك ولأخيك وجبة الكنتاكي من مطعم الساعة في المنصور، وأبيك يأتي لك بالهدايا الكثيرة في الأعياد الميلاد، وأنا حتى لم أسمع بهذه التسميات، أنت ضامن مستقبلك الدراسي في أرقى الجامعات، وأنا منبوذ ومكروه، وقد أموت وأنا أواجه من هم بمثل معتقداتي، وقد يجدون جثتي أو لا.  وأنت كل هذه لا يهمك ولا تهتم بشأني أصلًا، فأنا لا أريد أكثر من عدالة في العيش، وأن أمارس ديني وطقوسي بكل حرية، انا أريد أن أعيش مثلك بأمان واطمئنان، لا أفكر متى يقفون على بابنا؛ بحثًا عن ابي وعمي وأهلي، أنا لست مواطنًا من الدرجة السابعة؛ لكي يقصوني وأنت تشاهد ولا تحرك ساكنًا، أعلم جيدًا يا صديقي انت لم تعش ما عشته انا، من المؤكد لم يذق اهلك الخبز بطعم النشا، ولم يتبادل اخوانك البنطرون الواحد في المناسبات، ولم يقلبوا وجه القميص ليتجدد، ثق بالله انا لا أتمنى لك ان تعيش ما عساه من معانات، ولكنني أريدك ان تشعر بي وبوجودي وبكياني، فإن فكرت يومًا لبناء الوطن؛ فلن تستطيع بناءه وأنت لا تشعر بأخيك وبمعاناته، وكيف تشعر به وأنت مع تقدم الزمن وتطوره؛ تمجد بقاتلي مجرد لأنه جعلك تعيش أفضل من غيرك، الموضوع أكبر من مقابر جماعية لناس؛ لم يطلبوا غير العيش بسلام واطمئنان.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك