المقالات

سألو الحكيم...!

2283 2022-05-01

كندي الزهيري||

 

في زمن من الازمنة في بقعة ما، كان هناك حكيم ولديه تلاميذ، سألوه يوما ما؟... يا حكيم نسالك ونود الاجابة !، قال؛ تفضلوا... قالو؛ يا حكيم صف لنا الانسان، ثم قل لنا من الناجي،و ما الذي  ابكاك؟. قال الحكيم؛ اما وصفي للإنسان، مخلوق عجيب ومغرور، طويل الامل، كثير العلل، قليل الصبر، ساع في الدنيا كأنها دائمة، يحكم على الظن، ويتبع الهوى، حريصا على الدنيا كحرص الام على ابنها، تذله الحاجة، حدود امله لحدود قبره، يرى نفسه قوي فيذله ما لا يرى بالعين، يدعي الملك وهو لا يملك نفسة، يرى الالوان فينغر بها فيسير خلفها كسير الاعمى، اضاع عقله ووقع في فكرة، اذا مسه الخير طغى ومنع، وان مسه الشر جزع، جاحد بالنعم، قليل الذكر، كثير النسيان والقفلة، اشترى دنياه باخرته، يسعى في الفاني وترك الباقي ، يكره الحق ويحب الفتنة، يعتقد بأن هذه اخر حياة له بقوله ((قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)) نسى وتناسى بانه خلقا من العدم للوجود من نطفة امشاج ونسى مقدرة خالقة ((قُلْ يحيها الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)). اما من ينجوا  من الناس فهم، من اهتدى الى ركنا وثيق، ورضا بالرحمن ربا، وتبع رسله وصدق بما جاؤوا  به وسار على نهجهم، ومن تمسك بحبل الله المتين وهم اوصياء الانبياء، ومن تزود بالتقوى، ونظر في لله وتوكل على الله، من يرى بان الدنيا دار ممر لا دار مستقر، فينظر الى مكانه الابدي والسرمدي فيعمل الآجلة، لا يتسابق على حطامها، ولا يتبع الهوى، يستثمر وقته في صقل نفسة، حاجته عنده الله عز وجل، كريم النفس، عزيز اين ما حل، لا يخرج منه الا الجميل، ولا يسكت الا عن حكمة، ساعيا في مدارات الاخوان، ونشر الفضائل والصدق بين الناس، اذا رأى الحق اظهره واتبعه. ثم قال ما ابكاني اربع اصناف ، من قدم اخرته على دنيا، فخسر دنياه واخرته. وحاكم تسلط على رقاب الناس، نشر الفساد، وهتك الحرمات، تكبر وتجبر، حتى ظن لا احد عليه بمسيطر، فهلك ولم يعتبر من الماضي وما آلت الية حكم الملوك السابقين ونهاياتهم. وقوم  وضع الجاهل  موضع العالم فتبعوه، فسلك بهم مسالك المهالك، واغرقهم  في بحر الظلمات، ثم تبرأ منهم كما تبرأ الشيطان من الانسان حين اتبعه. وقوم اخذهم جهلهم الى الغرور وانكار اصلهم، وفضل ربهم عليهم، فحق عليهم العذاب. {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك