المقالات

ايران عمق الشيعة وعمود خيمتها


محمد الياسري ||

 

قال أمير المؤمنين ومولى الموحدين علي بن ابي طالب عليه السلام: " فاعتبروا بما كان من فعل إبليس إذ أحبط عمله الطويل وجهده الجهيد وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة، لا يدري أمن سني الدنيا أم من سني الآخرة عن كبر ساعة واحدة، فمن ذا بعد إبليس يسلم على الله بمثل بمعصيته ".

 لقد حذر الائمة عليهم السلام مرارا وتكرارا من سوء العاقبة وتبعاته والامثلة التاريخية كثيرة جدا منها الزبير بن العوام الذي كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، وابن عمته صفية وهو ممن شهد بدراً وأُحُداً والخندق والحديبية وخيبر وفتح مكة والطائف وفتح مصر، وهو الذي وقف مع بني هاشم في بيت فاطمة عليها السلام واقفاً إلى جانب الإمام علي عليه السلام يوم السقيفة وهو ممّن حضر الجنازة المطهرة لبضعة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وهو الذي وهب حقّه -المزعوم- من الأصحاب الستة يوم الشورى لأمير المؤمنين علي عليه السلام. لكنه في النهاية خرج على أمير المؤمنين عليه السلام محرضاً على قتاله، فهو مسؤول أساسي عن حرب الجمل ويتحمّل دم قتلاها وشهدائها وما حصل بعدها.

واليوم شواهدنا كثيرة للاسف فأن الجمهورية الاسلامية في ايران الدولة العلوية في هذا الكون وتسير بهدى الائمة عليهم السلام ويتصدرها مرجع وفقيه اصولي جامع للشرائط باتفاق جميع فقهاء مذهب اهل البيت عليهم السلام وكان من ابرز مؤيدي الثورة الاسلامية والامام الخميني الراحل (قدس) هو الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس) حيث قال (ذوبوا في الامام الخميني كما ذاب هو في الاسلام) كما قال (وقال :" لم يكن الامام الخميني في طرحه لشعار الجمهورية الاسلامية الا استمراراً لدعوة الانبياء وامتداداً لدور محمد وعلى (ع) في اقامة حكم الله على الارض) ، واوصى طلبته باتباع نهج الامام الخميني (قدس) وكان في مقدمتهم عضده المفدى السيد الشهيد محمد باقر الحكيم والراحل السيد محمود الهاشمي الشاهرودي والمرجع الكبير السيد كاظم الحائري واخرون وقد عملوا باخلاص على تنفيذ وصية استاذهم بكل تفان واخلاص .

واليوم بعد تشديد الحصار والعقوبات على ايران نشاهد بعض القوى التي تدعي اسلاميتها بعد ان تذوقت شهد الحكم وهي لم تقبض بكل سطوتها عليه حيث نجدها بدأت تعلن عدواتها للجمهورية الاسلامية وجمهورها يشتم ليلا نهارا بايران وقياداتها ورموزها متناسين ان الامام الصدر (قدس) من اكبر مؤيديها بل تناست تلك الجماعة دعم ايران لها سواء في احداث النجف او ايواء اغلب قياداتها بعد مطاردتهم من قبل الاحتلال الاميركي .

تلك الجماعة تورطت من حيث تعلم / لاتعلم بالتحالف مع اعداء ايران من انظمة الخليج المطبعة حتى واشنطن وتل ابيب ، قنوات تلك الجماعة في وسائل التواصل الاجتماعي تهاجم فصائل المقاومة لانها متحالفة مع ايران بل الانكى من ذلك بدأت تكشف عن مقرات فصائل المقاومة للعلن لكي يستهدفها الاميركي .. اي سوء عاقبة اكثر من هذا ..

اود ان اقول لتلك الجماعة ان ايران لاتهتم لما تقولونه ولاتكترث لصراخكم بل انها تعتبركم جماعة غير ناضجة سياسيا وقد وقعت في ملذات الدنيا ونالت من اموال العدو شيئا ، فانها تشفق عليهم والا تستطيع سحقهم خلال سويعات منذ ان وقفوا مع تشرين في ٢٠١٩ وساندوها.

ايران ليست بحاجة لهم وانما هم بحاجة اليها .. ايران صمدت امام اعتى طواغيت الارض هو المقبور صدام وسانده الشرق والغرب والاجانب والعرب ولم ترضخ وواصلت جهادها حتى حققت النصر على الارض وفي القانون .. من انتم حتى تهاجمونها بهذه النتانة .. فمن الجانب الشرعي كل علماء شيعة اهل البيت (ع) وفي مقدمتهم الامام الصدر اعلنوا تاييدهم للجمهورية الاسلامية وهذا "حكم شرعي" وسياسيا ايران تحملت كل العقوبات الجائرة لاجل دعمها ومساندتها لفصائل المقاومة "بما فيهم تلك الجماعة المتمردة المتحولة" ولم تفاوض عليهم حتى عندما كان الاميركي يطاردهم في كل شبر بالعراق ووقفت ايران معهم سرا وعلنا .. وعسكريا وامنيا فايران امدت فصائل المقاومة "بما فيهم تلك الجماعةالمتمردة المتحولة" بالسلاح وحتى عندما حاصر داعش العاصمة بغداد فانها فتحت كل مخازن سلاحها امام العراق وقدمت خيرة شبابها وقادتها وارسلتهم لقتال داعش دفاعا عن العراق والمقدسات.

نعم ايران اخطأت .. اخطأت حينما تعاملت بلطف وشفقة مع هذه الجماعة .. اخطأت حينما احتضنتها بعد ان طاردهم الاميركي وهي تعلم ان هؤلاء لا امان لهم .. اخطأت حينما سكتت وهي تراهم يذهبون للسعودية والامارات ويعقدون الصفقات المذلة .. لانها تتبع نهج امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وورعه لم تعاقبهم لانها تعلم انهم "جهلة"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك