المقالات

العَمى ..!

2274 2022-04-18

علي العقابي ||  

 

على مر العصور و الازمنة و بين فترة و أخرى تخرج لنا حركات و مؤسسات و منظمات جديدة ، كلٌ منها في سبيل تسلكه قد يلتقون و قد يكونو يصبو في هدفٍ واحد ، تتغير الأحداث و الوقائع و تتغير معها تلك الحركة لكن ما يتغير هو الأسلوب فقط ، اما المنهج و الهدف فهو ثابت و التغيير الذي يحدث هو إبراز مكنون وأهداف الحركة تدريجياً او إجراء تكتيكي لو صح ذلك ..

منذ مدة طويلة و نحن نستمع لما يسمى بالحركة الصرخية و المولوية و غيرها الكثير من الشوائب و هي تنتج تدريجياً قيح يؤذي المجتمع بفكرهم المنحرف الذي لاقى إمتعاظ الاعم الأغلب ، مثل هكذا حركات تصدرها و تمولها و تقف ورائها مؤسسات و منظمات و دول كبيرة تحمل إرهاب فكري لا يقل خطره على المجتمع عن الإرهاب المادي او عن القتل و التفجير و بالتالي فهو يصبو نحو هدفٍ واحد ، تسلك هذه الحركات أساليب عدة و تكون مدروسة بعناية و أهمها هو الترغيب و كما نلاحظ بكل وضوح استقطاب الشباب من خلال افكار جديدة و دخيلة و اقناعهم بأن هذا هو الحق و الواجب ان تسلكوه و تكسرو كل القيود المجتمعية و الدينية ، أي اقناعهم بكسر قواعد و ثوابت دينية و أخلاقية ثابتة لتغييرها انحرافاً بذهونهم و ليتم تصديرها للمجتمع ، و بالتالي هذه أول خطوة لكسب البعض و تفتيت المجتمع لضرب ثوابته و أخلاقياته ، كما حصل فيما يسمى الراب الديني او الحسيني ، ثم بدأت خطواتهم تدريجياً بالظهور حتى بلغت الوضوح لفكرهم المنحرف و هو التهديد او الإقناع بهدم الاضرحة وما شاكل ذلك ، البعض يتسائل لماذا لم يتم اتخاذ إجراء حكومي بحقهم ، وذلك لانه لهم حريتهم الشخصية بالتعبير عن آرائهم و هم احرار في اعتناق أي فكر او منهج يرونه مناسب لهم ما لم يؤذي مجتمع او جماعة او فرد وهذا حق يكفله الدستور لهم

إحدى خطواتهم في تثبيت ركائزهم في المجتمع و إبراز مقبوليتهم المزيفة للناس هو استقطاب رؤساء العشائر بعد الشباب و هي خطوة مهمة و خاصة نحن في مجتمع يقدر و يجل العشائر و يتماشى مع الاعراف العشائرية الأصيلة ، و نشرت لهم فيديوهات كثيرة تبين إتباع بعض رؤوساء العشائر لهم ، و هو " العمى" بنفسه ، كما اتبعهم بعض الشباب اتبعهم في الخطوة التالية بعض رؤوساء العشائرية الذين لهم سلطة عشائرية بأتباع أعمى ، فاليوم واجبنا تجاه مجتمعنا ان نقف في وجه هكذا هجمات من حركات و مؤسسات خارجية تريد العبث بقيم مجتمعنا و ثوابته و دينه و هذا أمر ضروري ، لكن بالدرجة الأساس يجب أن نستهدف الفئات التي استهدفوها اولاً ، من واجبنا ان نثقف و نعمل و تكون لنا مؤسسات تعمل من أجل تثقيف اغلب فئات المجتمع و تطويرهم فكرياً ، حتى لا يكونو صيدٍ سهل لمثل هؤلاء و نسيطر على العمى و الاتباع الأعمى ..

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك