المقالات

الحشد الشعبي ودوره في نصرة اليماني الموعود.


نصير مزهر

الحشد لوحة رائعة رسمت بدماء طاهرة ولونتها تضحيات كبيرة، ويعجز اللسان وتقصر العبارات وتشح المعاني امام من ضحى بنفسه، وقد يحتاج الإنسان عمرا كاملاً حتى يبلغ ماوصلوا اليه.

لو رجعنا لأحداث الطف وكربلاء لوجدنا أن أصحاب الحسين(عليه السلام) كانوا يمثلون طليعة فرسان الإسلام وأبطاله الأفذاذ، وكما قال الإمام السجاد عليه السلام :

(فسمعت أبي يقول لأصحابه: أثني على الله أحسن الثناء، وأحمده على السراء والضراء، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين، وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة، فاجعلنا من الشاكرين.

أما بعد: فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي)..... إلى اخر الرواية

الإرشاد للشيخ المفيد ج2ص91

 

لو نظرنا امامنا لوجدنا رجالا كأصحاب الحسين(عليه السلام) هم رجال الحشد المقدس، هذه الثلة النادرة والنخبة الواعية لا يمكن أن تتوفر إلا في طريق الحسين عليه السلام وكما وصفهم الإمام السيستاني (حفظه الله تعالى) في خطبة النصر العظيمة (أيها الأبطال الميامين .. يا من ليس لنا من نفتخر بهم غيركم)

لقد تحملتم مسؤولية الدفاع عن العراق وشعبه ومقدساته في أحلك الظروف وأصعبها منذ ما يزيد على عامين، وكنتم على مستوى هذه المسؤولية العظيمة، لم تملوا ولم تكلوا في القيام بمتطلباتها بل كلما مضى الوقت ازددتم صلابة في عزائمكم لمواصلة القتال حتى تحقيق هذا الهدف العظيم، فاسترخصتم الأرواح وبذلتم الدماء وقدمتم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى في هذا السبيل، وسطرتم ـ ولا زلتم تسطرون ـ أروع ملاحم البطولة والفداء في سوح الوغى مما سيخلدها لكم التاريخ.

اللوحة الرائعة التي رسمت بهذه الدماء الطاهرة والتضحيات الكبيرة، لاتمنع من أن تكون في اللوحة بعض الخدوش، في الحروب لا عصمة من الخطأ، الأخطاء تحصل من أفراد وتبقى هذه الأخطاء ممارسات فردية لو قيست بعظمة وتضحيات وانجازات الحشد الشعبي، فناتج هذه الأخطاء تحت الصفر بالنسبة لما قدموه من تضحيات جمة.

 

عندما يتحد أعداء الحشد الشعبي من الداخل والخارج ويمتلك هؤلاء الأعداء المال والإعلام فلا بد وان يرسم هؤلاء لهذا الحشد صورة قاتمة، وقد يتأثر بعض المتلقين الأبرياء بهذا الضجيج المثار ضد الحشد.

 

هناك أربعة عوامل أساسية سببت النصر للحشد الشعبي

الأول: فتوى المرجعية، حيث سببت بزخم بشري كبير.

الثاني: استجابة الجمهور لفتوى المرجعية.

الثالث :الدعم المعنوي والمادي والاستشاري للجمهورية الإسلامية الإيرانية وتوفير الأسلحة والتجهيزات والدور الكبير لشهيد كرمان قاسم سليماني رضوان الله عليه.

الرابع: أبناء المقاومة الإسلامية الذين نظّموا الحشد المقدس، وقادة المقاومة ومنهم أبو مهدي المهندس رضوان الله عليه.

 

نواة الحشد الشعبي هم من جميع القوميات والطوائف العراقية، وأثبت جدارته في محاربة العصابات التكفيرية؛ حيث حرر أكثر من اربع محافظات عراقية، وأمّن عشرات الطرق التي تربط بين المدن، فكانت هذه المدن والطرقات تشكل بمجموعها هلالا يطوق بغداد.

الحشد المقدس هم رجال الله الذين سطروا اروع المعارك، والبطولات في سبيل الدين والوطن، واستجابتهم لاعظم فتوى في تاريخ العراق الحديث، وهم مستقبله المضمون، الذي لا بديل للعراق الا بهولاء، فهم رجاله وجيشه الحصين.

فهولاء الابطال عند دخول السفياني اللعين للعراق، ويفعل الافاعيل داخل بغداد والنجف الاشرف، سيخرج له اليماني ويتصدي له، وسيكون من ضمن جيشه الكثير الكثير من هؤلاء الافذاذ، الذي اكتسبوا الخبره الكافية والعقيدة الصحيحة التي تؤهلهم للالتحاق بهذا الجيش العقائدي، الذي سيهزم جيش السفياني اللعين شر هزيمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك