المقالات

دافعوا عن مراجعكم ..

1964 2022-03-29

  وليد الطائي  ||   يبدو أن يد أمثال ابي سفيان لا تزال تعبث للتفرقة بين المسلمين متظاهرة بالولاء لآل البيت الأطهار، لذلك يجب وضع سيرة الإمام علي نصب العين لدفع شر هؤلاء المنافقين. أن شيعة العراق طيلة ثلاثين عاماً تعرضوا إلى شتى المظالم والمجازر والاعدامات الجماعية، والتهجير والسجون،وهدم بيوتهم ومصادرة ممتلكاتهم، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة. وهذه الأفعال الإجرامية كلها حصلت بتوجيه من المقبور صدام حسين، وإشراف شخصي منه، ومن أجهزته القمعية بمختلف صنوفها، وقضى على العلماء ورجال الدين والمراجع العظام والمثقفين والكتاب وكل من يختلف معه بالرأي، يصبح إيرانياً وتبعياً ويجب أن يغادر العراق، بل يقضي على عائلة كل من يختلف معه ثقافياً ودفع شيعة العراق الثمن الباهض آنذاك. بسبب كذبه أطلقها عليهم الملعون صدام وهي التبعية الإيرانية، وراح ضحية هذه الكذبة الملايين من الشيعة الأبرياء ، أعدموا بلا ذنب، ويبدو لي أن هذه التهمة الصدامية البعثية بدأت تتجدد وتتطور وتتوسع أكثر بعد سقوط الصنم الدكتاتوري، وبدأ يستخدمها شركاء الشيعة في العراق، وأعني السنة والكرد، واستخدموا كل وسائل أعلامهم، ضد الشيعة وقادتهم ورموزهم الوطنية، ثم سوقوا في الإعلام مصطلحات وأوصاف جديدة، ذيول إيران ، عملاء إيران، وكلاء إيران في العراق، والخ من المصطلحات الخبيثة.  ويبدو لي أن تحول هذا الأمر إلى مشروع حقيقي بعد دخول داعش وسيطرتها على محافظات غرب العراق، التي يسكنها غالبية سنة العراق، وكذلك الكرد، ومن ذلك الوقت الذي انطلقت به فتوى المرجعية الدينية المباركة للدفاع عن العراق، ضد الغزو الإرهابي الداعشي الخليجي.  تصدى مشروع معاداة المرجعية الدينية وكل من استجاب لفتواها المباركة، ومنذ عام ٢٠١٤ وإلى اليوم مستمر هذا المشروع الصدامي البعثي الماسوني، واعتقد اندمج بعض الشيعة مع هذا المشروع وأصبح هذا البعض متبنياً ومروجاً بلا وعي وداعماً لمشروع استهداف المرجعية بهذه المصطلحات.    واستهداف كل من يتبع المرجعية الدينية، بل وصل الأمر إلى تقسيم الحشد الشعبي، بين حشداً ايرانياً، وحشداً ولائياً، وحشداً عشائرياً، وحشداً وطنياً، وحشداً عتباتياً،  وأصبح واضحاً هناك طرفاً شيعياً متبنياً لهذا الفكر الانحرافي الذي خلفه صدام وحزبه البعثي، وراح يطلق على كل من يختلف معه سياسياً، تبعياً وذيلاً إيرانياً، ويعمل لصالح الخارج، والمقصود بالخارج الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتحول التمادي إلى أكثر من ذلك، وصارت المطالبات بأن تكون المرجعية الدينية عربية، وليس فارسية أو هندية.  ولا اعرف متى أصبح الإسلام، إسلام قومي وعربي ووطني وخليجي، يبدو أن هؤلاء يريدون من الإسلام والدين يتحولان إلى خدمتهم ويريدون مرجعية تروج لأفكارهم السياسية،  فأنا أعتقد إذا لم تتصدى الحوزة العلمية والفكرية والمعرفية في النجف الأشرف، وتشرح للمجتمع  الذي سيطرة عليه جهات سياسية واستغلت فقدان المعرفة لهذا المجتمع الذي انهكه المقبور صدام حسين وحزبه البعثي بالأفكار القومجية، فإن لم تأخذ دورها الحوزة العلمية، وتجعل المجتمع فاهماً لأمور الإسلام والمسلمين والدين والتدين ومعنى الفقة عند الشيعة ومعنى وجود المراجع العظام، وشرح واجباتهم وواجبات من يتبعهم، ومعنى التقليد عند الشيعة، إذا لم يكن ذلك، فسوف يصل التمادي والتطاول، على الإمام المهدي ع، ويشككوا بكل عقائد ومعتقدات الشيعة، ويستغلوا الضعف وفقدان الوعي عند البسطاء، ويحققوا من خلالهم مشاريعهم السياسية الخبيثة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك