المقالات

عن الفقر والفقراء..


  غازي تركمن أوغلو ||   يمشي الفقيرُ وكلُّ شيءٍ ضِدَّهُ *** والناسُ تغلقُ دونهُ أبوابَها وتراهُ مبغوضاً وليسَ بِمُذنبٍ *** ويرى العداوةَ لا يرى أسبابَها حتى الكلابَ إذا رأت ذا ثروةٍ *** خضعت لديهِ وحرَّكَتْ أذنابَها وإذا رأت يوماً فقيراً عابراً *** نَبَحَتْ عليهِ وكَشَّرَتْ أنيابَها اختلاف الناس في الرزق سنة كونية، تنتج عن اختلاف درجات فهمهم ومواهبهم واختلاف مصادر الرزق، وعوامل اجتماعية وجغرافية وعوامل أخرى جعلها الله أسباباً للمفاضلة في الرزق، ولو شاء لجعلهم أمة واحدة، ولكن ليبلو بعضهم ببعض ويمتحن صبر هذا وثبات ذاك {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ۚ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ۚ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} ليست المشكلة في الفقر ما فيه من نقص في الأموال والأرزاق فقط، بل المشكلة فيما ينتج عنه من تغير في الأفكار والأعمال. أسوأ من الفقر، انعدام ثقة الفقير بالمجتمع وفقدان احترامه لمبادئ التعايش، مما ينتج عنه التعدي على ممتلكات الغير سرقة، نهباً او غصباً أسوأ من الفقر، فقدان الرغبة في الحياة، وما ينتج عنه من البحث عن المهالك والانخراط في أعمال الإجرام والارتزاق في الحروب والصراعات لأجل كسب المال القذر، ومحصلة كل ذلك من الإخلال بحياة الفقير نفسه مع مجتمعه الظالم له. أسوأ من الفقر، الأبواب التي تُغلق (في وجوه) الفقراء، في نفس الوقت التي تُغلق (على) الأغنياء لقضاء حوائجهم في هدوء وسلاسة برغم تساوي القدرات إن لم يكن تفوق الفقراء عليهم ما هو أسوأ من الفقر؛ هو الفساد المجتمعي والسياسي والتعليمي والصحي والأخلاقي والنفسي الناتج عن تكدس المال والثراء في فئات معينة، وبقاء المال دُولةً بين الأغنياء منهم لذلك، لا نستغرب المقولة المنسوبة للإمام علي ابن ابي طالب (عليه السلام)-: "لو كان الفقر رجلاً.. لقتلتُه." ولكن هل هذه دعوة إلى كراهية الأغنياء؟ أو المساواة المطلقة بين الناس؟ أو حقداً طبقيا؟ أو اعتراضاً على قضاء الله وقدره؟ سنرى. ملحوظة: الحديث هنا عن الفقر كمشكلة اجتماعية ينبغي علاجها، لا يعني أن هناك مِن الفقراء من هو أسعد وأجمل وأفضل من كثير من الأغنياء...
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك