المقالات

الشيطان وأوكرانيا..!


 

محمد مكي آل عيسى ||

 

لا أحبّ أن أكتب في المواضيع السياسيّة لكوني بعيد عنها وقليل الاطلاع فيها لكن بعض الأحداث تقودني لأكتب ما أراه . .

اليوم والموقف الذي مرّت به أوكرانيا عندما يصرّح رئيس جمهوريتها بأننا نقاتل وحدنا أو وفقاً لبعض الأخبار أنه يدعو موسكو للمفاوضات قد أظهر لنا مرّة أخرى الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الّتي تخلّت عن كل من تحالف معها وقدّم لها القرابين فتتركه في ساعة الشدّة ليواجه مصيره بمفرده متحسّراً على كل ثقة وضعها فيها . . وأجلى هذه المظاهر القريبة ما حدث في أفغانستان ولا يزال منظر الذين تهاووا من الطائرة الّذين تعلقوا بأجنحتها أمام أعيننا وهم يتساقطون جثثاً ترتطم بالأرض لتلقى حتفها.

واليوم تقف نفس الموقف مع أوكرانيا وهو نفس الموقف الّذي وقفه الشيطان مع الكافرين في معركة بدر الكبرى بالضبط . . بالضبط حيث يقول القرآن الكريم { وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ } (سورة الأَنْفال 48)

فالشيطان زيّن للكافرين أعمالهم وشجعهم على الحرب وغرّهم بانهم هم المنتصرين فيها وأنه سيقف معهم فلمّا بدأت الحرب انسحب وترك الكافرين لتنال منهم سيوف أعدائهم وهو موقف الولايات مع أوكرانيا بالضبط

وقد يأتي سؤال فيقول لماذا لم يقف الشيطان مع أوليائه لينصرهم ؟ لماذا يترك أولياءه فتقطعهم السيوف وتبيدهم الحروب ؟ يفترض به أن يقف معهم وينصرهم !!

إلا يهمّه أن يبقى الكافرون وتتزايد أعدادهم ؟؟

فعلاً هو سؤال في محلّه . . والحق أن الشيطان عدوٌ لكل إنسان . . عدو حتّى لأوليائه . . فلا يريد لهم الخير ويمنعهم عنه فالأحب له أن يغويهم فيدخلوا الحرب ليموتوا وهم كافرين فيضمن أن مصيرهم النار ويخشى أن يطول بهم العمر فقد يهتدون إلى صراط الحق فيؤلمه ذلك . .

هذا هو الشيطان . . يظن البعض أنه وليٌ لهم والحق أن لا ولي له أبداً . . فهل يتوقع من وليّ يقود أولياءه إلى النار . . أي ولاية هذه ؟؟

وهل تنبّه النائمون من أفراد ومجتمعات ودول لهذا الأمر الّذي لايزال يتكرر مع حلفاء الولايات؟؟

أحداث تحتاج منّا أن نتبصّر بها وكما يقول أمير الفصاحة والبلاغة والبيان " فمن تبصّر بها بصّرته ومن أبصر إليها أعمته

27004

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك