المقالات

الشعب يريد..سلامتكم 

1518 2021-08-04

 

حمزة مصطفى ||

 

في عام 2005 خرج 82% من العراقيين لكي يصوتوا على الدستور. وبحساب كرد وعرب وشوية "هربجي  عوازة" فإن الـ 18% من غير المصوتين أو المقاطعين أو الزعلانين على بيدر دخن الديمقراطية الموعودة هم  بعض سكان الثلاث محافظات التي رفضت ماخلا نينوى التي صوتت في اللحظات الأخبرة. المعلومات تقول أن محافظتي صلاح الدين والأنبار لم تصوتا على الدستور. وطبقا لمعادلة الثلث المعطل الذي تمثله أي ثلاث محافظات فلو لم تصوت نينوى لما مشى الدستور. لماذا؟ لأن كتبة الدستور الذين هم في الوقت نفسه الآباء المؤسسون للنظام السياسي لمرحلة مابعد عام 2003 توافقوا على مادة دستورية تقول  في حال رفض ثلثي سكان ثلاث محافظات التصويت على الدستور وتعديلاته القادمة لن يمضي.

الآباء المؤسسون عدوا مثل هذا الشرط ضمانة للديمقراطية الموعودة التي إن زعل عليها أحد مكونا أو حزبا أو تكتلا أو جبهة أو قوة فإن زعله عليها سيكون شبيه بزعل "العصفور على بيدر الدخن". كرت الأيام وكرت معها أيامنا الحلوة "على كولة" حسين نعمة وتغيرت الأيام وتغيرت معها سحناتنا. فمن كان منا ذا شعر أسود إصطبغ بالأبيض أو الرمادي على الأقل مالم يعالجه بصبغ لكي يقشمر نفسه إنه مازال "ينطلع بيه". ومن كان نحيفا فقد نمى له كرش, ومن كان بلا ضغط أو سكري صار زميلا لكل صيدليات الحي وآخيرا وليس آخرا من كان بلا كورونا فليرمها بحجر.

واليوم وبعد أن شبعت بنا الأيام كر وفر وشبعنا بخلقنا و"جهرنا" صبغ وتعديل ومرات "سمكري" إكتشفنا أن ديمقراطيتنا ماشية حتى لو زعلت عليها كل عصافير الأرض. الدليل على ذلك الدورات الإنتخابية التي جرت منذ عام 2005 والى اليوم. أربع دورات إنتخابية شارك العراقيون فيها جميعا بدء من التصويت على الدستور بالنسبة التي ذكرناها وصولا الى آخر إنتخابات عام 2018 حيث لم تيلغ نسبة المشاركة أكثر من 20% لو تحلف جينين بلاسخارت براس إنطونيو غوتيرش. لاحظوا الفارق, عام 2005 يخرج 82% مع كل هوساتهم وعراضاتهم لكي يصوتوا على دستور أعمى, أعرج, كسيح. جامد ليس بوسع أي قوة في الكون تغيير أبسط مادة فيه. واليوم يرفضون التغيير مع إنه صار طوع أمرهم لو أرادوا. هذا طبعا حظ الأحزاب والقوى المهيمنة.

ولأن الأيام دائمة الكر والفر ومايترتب على ذلك من إمكانية نضج في مسار التجربة فإن المحصلة التي إنتهينا اليها الآن هي خروج الـ 82% المصوتين على الدستور من معادلة الديمقراطية التي يفترض أن تنضج لكي يبقى في الصورة الـ 18 أو الـ 20% الذين تزامط بهم الأحزاب والقوى السياسية المرابطة عند خطوط التماس دفاعا عن خندق الديمقراطية العظيم حتى مع إنسحاب من إنسحب من القوى والأحزاب والتيارات. لست مدافعا عن المنسحبين ولست مهاجما للمتبقين, فأنا  في النهاية ومثلما "أهنبل" دائما مع الخيار الديمراطي لا فرق لدي إن كان خيار قثاء أو طعروزي. فالحكم في النهاية هي صناديق الإقتراع التي لاتزال تمسك بها إرادة الأحزاب النافذة والمحظوظة دائما وأبدا بشعب لا يعرف حتى قيس سعيد بجلالة قدره .. شيريد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك