المقالات

الوعي واللاوعي


 

عباس قاسم المرياني ||

 

   في السابق كان العراق يتميز بكثرة الحكماء واصحاب البصيرة والذين كان اغلبهم لا يملكون حتى شهادات جامعية ، الا ان القيم والاخلاق التي تربوا عليها هي من منحتهم الحكمة والبصيرة، اما الان بات البلد تائهاً بين عدم وعي السلطة الحاكمة وانحدار المجتمع ذاته.

   والا ماذا تسمي شخص كرئيس وزراء للعراق يلتقي بشاب حسب مايدعون يوتيوبر، ما الثمرة من هذا اللقاء؟ هل حل مشكلة معينة من مشاكل البلد بلقائه هذا؟ نعرف ان الشاب في مقتبل العمر ويقدم اعمال اعلامية للشهرة الذاتية فيصرح بأسم بايدن او غيره هذا شأنه. ما شأنك انت يارئيس الوزراء؟ هل كلفك بايدن بلقائه؟ هل اصبح العراق ولاية امريكية حتى نحاول ارضاء رئيسها.

البلد غارق بالفوضى والارهاب والجوع والسلطة تبحث عن الشهرة وكسب عدد من المناصرين بوسائل تستفز الشعب، فكان الاحرى بك نزولك يارئيس الوزراء للشارع وتعزية شهداء ذي قار ومدينة الصدر، او تأتي للبصرة لتطلع على ملوحة المياه وسوء الكهرباء، او تعالج الوضع الاقتصادي للبلد بعد رفعكم لسعر الدولار الذي لم يضر الا الفقير، او متابعة المستشفيات الغارقة بالمرضى من كورونا وغيرها، او زيارة جبهات القتال التي لا زالت تعطي الشهداء.

فما ثمرة لقائك باليوتيوبر؟

صاحب السلطة او من يدير البلد يجب ان يكون حكيماً وذو بصيرة لا ان يمن على ابناء البلد بخيراتهم، فمنحكم قطع الاراضي ليست منية منك فهذا حق كل مواطن بأرضه، عندما يظهر وزير التجارة ويتباهى بسلة غذائية ليس فضلٌ منه بل هذه خيرات العراق، وعندما تمنح موافقة للبصرة لاكمال مشاريع خدمية ليس استجداء منكم ، بل هذا قليل بحقها.

عدم وعيكم ومن سبقكم جعل المجتمع يعيش بلا وعي، تكالبتم انتم واحزابكم على تدمير ليس البلد فحسب، بل دمرتم القيم والاخلاق والاصالة لتبنوا صروحكم وانفسكم فلا وزارة تربيتكم اعادة الفرد العراقي لوعيه وقيمه التي تربينا عليها بل زادت من ذلك، ولا وزارة تعليمكم التي باتت مرتع لكل الاحزاب يضعون القوانين كيفما يشاوؤن لانفسهم، ولا سلطة اعلامكم قادرة على توجيه الفرد بالشكل الصحيح وانتشاله من الفوضى الغارقين فيها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك