المقالات

رسائل من العالم الاخر..!

1899 2021-05-06

 

د . عائد الهلالي ||

 

لست من الشامتين وفي ذات الوقت لست من المعزين فلا يجدر بي ذلك لاسباب كثيرة ولكن ما اريد قوله هو ان من فقدناهم في الايام الماضية من السياسيين و على الرغم من ثقلهم السياسي لدى احزابهم لكنهم لم تكن لديهم بصمات واضحة لا لمكوناتهم ولا لبلدهم في العملية السياسية  بل اثير لغط كثير حول احدهم من انه يمتلك اموال في احد الدول الغربية قدرت بمليار دولار لكن هذه الأموال لم تكن كافية لحمايته من الموت فلقد ذهب خالي الوفاض الى بارئه فهو كفيل به والاخر لم يسفر حوله شيء وقد سبقهم من سبقهم الى ذلك العالم الذي لاينفع معه مال وبنون.

فلقد توالت الرسائل ولكن بطبيعة الانسان البشرية ظلوما جهولا  ولا يرعوي وليس لديه اي رادع سوى الموت فهو اليقن الذي لا مناص منه والذي يضع الامور بنصابها ان انحسار تأثير الرعيل الاول لما بعد احداث ٢٠٠٣ ان كان كبر السن او الموت او اي سبب اخر ممكن ان يضع البدلاء امام مسؤوليات تاريخية جسيمة للنهوض بهذه التركة الثقيلة وبكل المقاييس هذا من جانب.

 اما الجانب الاخر هو ان من تبقى ولازال يعمل او ينشط في العملية السياسية عليه مراجعة ماقام به في السابق  فالموت درس وهو ات حتما وان تأخر قليلا قفوا قليلا وعودوا الى الخلف بعض الشيء ليس عيبا ان يراجع الانسان أعماله وليس عيبا ان يصحح اخطاءه فهذا امر جليل وعظيم ولكن ان يستسلم بهذا الشكل لنزواته ونزعاته الفردية فهذا أمر مخجل جدا فنحن محاسبين عن كل شيء.

 فما بالكم عندما نكون في الصدارة وتكون لدينا رعية نحن مسؤولين منها امام الله اما يكفي اما ان الاوان لكي نعترف بأحطاءنا فكل ما تحقق منذ ٢٠٠٣ الى اليوم لم يكن فيه من الصحة شيء واحد لقد اصبحنا نتذيل التسلسل العالمي بكل شيء والدول التي كانت تتوق الى ان  تصل  إلى ماوصل اليه العراق في خمسنيات وستينيات القرن اصبحنا نتحسر ونعض اصابيعنا ندما.

 بل نلعن كل يوم اولئك الذين صفقوا وطبلوا لجمهوريات البعث وجمهوريات ما بعد البعث العراق يتصدر العالم بالفساد ويحقق الاكتفاء الذاتي بالارامل والايتام ولديه سجل زاخر بهذا وهو في كل يوم يحقق ويحصد النجاحات في هذا الجانب نتيجة اخفاقات الحكومة وكتلنا السياسية لازال شلال الدم يتدفق حتى اكثر من ماء الفرات  الذي قطعته تركيا ولم تكترث حكومتنا الرشيدة بذلك فلسنا بحاجة اليه.

  قبال هذا يتساقط الشباب في كل مكان من جبهات الشرف والعز وهو يواجهون داعش الارهابي الى شوارع بغداد والمحافظات لانهم يطالبون بحقوقهم وكان اخرها شهداء المفسوخة عقودهم وهي بالتأكيد ليست الاخيرة كما وان الانفلات  الامني وارتفاع البطالة وتفشي الفقر والمخدرات القت بضلالها  الكئيبة على المشهد العام لتزيده قتامة.

ان ما قامت به حكومة الانقاذ الوطني الحالية والتي جاءت من حيث لاندري علما ان الكل يدعي  وصلن بليلى ولكن الجميع لا يرجون لها وصالها في العلن على اقل تقدير كي لايخسروا جماهيره لانهم امام انتخابات فما قامت به هذه الحكومة من انجازات تفوق الوصف والخيال تبقى في منىء عن المسائلة او الاقالة فلا نعلم على من تستند ومن اين تأتي بهذه القوة عندما تستبيح كل شيء قتلا ونهبا واستخفافا وتفاقم العوز والحرمان وهنالك من يدافع عنها بضراوة بل يثني على ادائها امام هذا الفشل.

 بكل تأكيد القوى السياسية تتنصل ولكن غير قادرة على اقالة الحكومة والتي اتت بها من مزابل السياسة  فصناعة الازمات عادت الى الواجهة لاشغال الشارع العراقي على غرار ما قامت به حكومة البعث المقبورة ايام حرب الخليج الثانية وما تلاه فكانت تصطنع الازمات وترغم الشارع على قبولها تحت تهديد السلاح والرفاق والمنافقين وغيرهم.

 ومع ذلك زالت اما هذه الحكومة عندما تصطنع مثل هذه المشاكل وبدون غطاء يحميها من المسائلة على الرغم من تجربتنا الديمقراطية المميزة  ومجلس النواب والهيئات المسؤولة وكتلنا السياسية والتي يفترض ان تدافع عن حقوق أبنائها نجدها خرساء حتى المنظمات الدولية تجد ان صمتها هو مشاركة منها وقبول في تدمير احلام وطموحات العراقيين التواقين لحياة افضل واجمل اسوة بدول الجوار.

 رسالتي لكم ايها السياسيين تشاهدون في كل يوم الرسائل تأتي من العالم الاخر وانتم تغمضون اعينكم وتحسبون انها غير حقيقية فانتم واهمون العالم يتحرك بشكل غير مسبوق في تغيير شكله وانتم واقفين مكانكم تنتظرون اللقمة لتسرقوها من فم المواطن البسيط أفيقوا قبل فوات الأوان واعتبروا يا اولي الالباب ان كنتم منهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك