المقالات

وهل بقي نبض "يجسه" الطبيب؟

1238 2021-02-03

 

حمزة مصطفى ||

 

 بين عرّاف اليمامة الذي فشل في مداواة عروة بن حزام الى طبيب فهد بن بلان الذي جس نبضه ظهرت كل أنواع الأمراض الفتاكة وآخرها كوفيد 19 ونجله المستجد كوفيد 20. عروة بن حزام كان يعرف علته التي أعيت كبار النطاسيين في زمانه وعلى رأسهم عراف اليمامة الذي يتحداه عروة  "أقول لعراف اليمامة داوني  .. فإنك إن داويتني لطبيب". فهد بن بلان دعا طبيبه الذي جس نبضه الى ترك يده "إترك يدي ياسيدي أترك يدي.. إن التألم في كبدي". هو الآخر يعرف علته التي هي في كبده لا في يده. أبو فراس الحمداني عقد مقارنة ظالمة بين حاله وحال الحمامة.. "أيا جارتا لو تشعرين بحالي".

  نحن وبعد بعد كل هذه القرون التي تفصلنا عن عروة وأبي فراس عرفنا الكثير بمن في ذلك دموع الأمير الدمشقي التي كانت " غالية في الحوادث". نعرف طبقا للمؤرخين والنقاد أن أبا فراس إبن عم أمير حلب سيف الدولة  لم يكن يحب المتنبي. السبب خصومة صامتة بينهما على خولة أخت سيف الدولة. المتنبي يكابر هو الآخر مثل أبي فراس لكنه في لحظة ضعف أبلغ سيف الدولة أن مايراه عافية لم  يكن سوى علة مجهولة "أعيذها نظرات منك صادقة .. أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم". لا شراح ديوان المتنبي ولا سيف الدولة ولا خولة ولا نحن نعرف إن كان "ورم" المتنبي حميدا أم خبيثا. فلم يكن لدى نطاسيي ذاك الزمان مختبرات ولا مفراس ولا رنين.

بعكس فهد بلان الذي أبلغ الطبيب أن مكمن الداء في الكبد لا في اليد غرد داخل حسن بصوته المبحوح "ياطبيب صواب دلالي كلف .. لاتلجمه بحطة السماعة". هذا "الصواب الكلف" ترافقه دقات قلب عليل كانت "تنكطع مابين ساعة وساعة". لم يكن جبار عكار ولا عبد الجبار الدراجي بأحسن حال من زملائهم بعيدين عن الشكوى. أجسامهم كانت عليلة من الحب الذي كان عذريا قبل الفيس والإنستغرام والسناب شات والكاميرات. لم تكن ظهرت أمراض فتاكة لاتعرف "صاحب صديق" مثل سارس أو أيبولا أو أنلفوزا الطيورأوأيبولا أو كورنا ونيباه الذي طلع لنا صفح. جبارعكار يصرخ هاتفا "لقمان ماطيبك جرح البدلالي" بينما عبد الجبارالدراجي يرجو الطبيب أن يعوف جرحه  الأول الذي يبدو أن لا أمل فيه وينظر الى "جرح  الجديد عيونك تشوفه". عساه ماطيبكم. تعالوا شوفوا حالنا. أول من مات الإطباء قبل المرضى العشاق المعاميد.

كم كانوا بطرانين  عروة بن حزام والمتنبي وأبي فراس وفهد بلان وجبار عكار وداخل حسن وعبد الجبار الدراجي. أي جرح وأي نبض وأي ورم. نحن اليوم في "الزمان الترللي" على "كولة" أمير الشعراء أحمد شوقي الذي عبر عن خيبة أمل لا فرح حين جاءه ولد أسماه علي قائلا  "صار شوقي أبا علي .. في الزمان الترللي". هذا الزمان  الترللي بقدرماتقدم فيه الطب كثرت فيه الأمراض وكلها قاتلة. لم تعد الحالة مجرد جس نبض مع علبة براسيتول أو إبرة خبط بالوريد. أمراض بلا لقاح. وحين جاء اللقاح كثرت معه التأويلات والمخاوف والمحاذير, أخطرها التلاعب بالجينات. والجينات تعني أن يغني المتنبي "ياذيب ليش تعوي" ويرتجل جبار عكار قصيدة "على قدر أهل العزم تأتي العزائم". ويصدح أبو فراس عاليا .." ياطيرة طيري ياحمامة  وانزلي بدمر والهامة".

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك