المقالات

هل التعبير يحتاج حرية؟!

1356 2020-11-30

 

حمزة مصطفى ||

 

ضمن الدستور العراقي "حرية التعبير". هذا ماتقوله المادة 38 ومايتعهد بضمانه المثقفون الليبراليون والناشطون المدنيون الواقفون ضد قانون " جرائم المعلوماتية".

أي دستور في العالم لايضمن حرية التعبير؟ أستطيع القول أن كل الدساتير في العالم دون إستثناء تضمن هذه  الحرية بنسب متفاوتة ربما من بين ماتضمنه من قضايا أساسية تتعلق بالدين والأعراف والتقاليد.

فهذه المسائل تكاد تكون من المشتركات في دساتير الأمم منذ أن بدأت الحياة الدستورية في العالم حيث يعد الدستور الأميركي أقدم دستور مازال معمولا به.

 أين  تكمن المشكلة إذن؟ .. هل تكمن في حرية التعبير التي هي فطرة إنسانية تحتاج فقط الى تحديد أولويات صياغتها ضمن ظروف أي مجتمع أم  هي في الدستورالذي يضمنها ويورط الجميع في سياقاتها التطبيقية المقبلة؟ السؤال طويل لكن إجابته سوف تكون مختصرة ومن مفردتين فقط وهما "حرية التعبير".

من هذه النتيجة التي نزعم إننا إنتهينا اليها يبرز سؤال جديد. السؤال هو ما المقصود بحرية التعبير التي نحتاج الى ضوابط لتأطيرها دستوريا بحيث لاتخرج عن أعراف وتقاليد المجتمع بمن في ذلك أنظمته السياسية والإقتصادية والإجتماعية والفكرية؟

أنا هنا أطرح أسئلة أكثر مما أتبنى إجابات, لأن مشكلتنا تكمن من وجهة نظري في ندرة الأسئلة التي ينبغي طرحها لا في كثرة الإجابات التي هي في الغالب الأعمم تذهب مذاهب شتى ولا تصل الى نتيجة. وبالعودة الى عنوان المقال "هل يحتاج التعبير الى حرية؟" أقول العكس هو الصحيح.

الحرية هي التي تحتاج الى "تعبير" الذي هو مجموعة الرسائل والأهداف التي تحدد اليات وطرائق التفكير في مختلف المجالات والميادين التي هي في النهاية مجالنا الإنساني الذي يفصلنا عن المملكة الحيوانية.

 فإذا كان العقل المتمثل بالنطق أي بالتعبير هو مايفصلنا عن الحيوان بحيث صار الإنسان بعرف أرسطو حيوان ناطق وهي التسمية التي لم تتزحزح عن موقعها حتى الآن برغم الآف السنين  التي تفصنا عن صاحبها أرسطو (384 ـ 322 ق. ب) فإن النطق أي التعبير هو مجالنا الذي نفتخر به عن كل المخلوقات.

 في النهاية "التعبير" هو المقدس والحرية سياقه التطبيقي فقط.

ـــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك