المقالات

حين تكون الفديرالية "نص ردن"

1510 2020-11-18

 

حمزة مصطفى||

 

من سد النهضة الى التيغراي, هذه هي أثيوبيا التي طلعت فيدرالية اتحادية حالها حال الولايات المتحدة الاميركية والسويد وسويسرا و"احنه ماندري". من منكم سامع بـ "التيغراي"؟ أنا شخصيا لم أسمع بهذه المفردة الإ قبل حوالي إسبوع حين نشب فجأة نزاع مسلح داخل أثيوبيا. حين إنكشفت غبرة النزاع ظهر إنه بين الدولة الفيدرالية الإتحادية الأثيوبية وبين أحد أقاليمها . 

كل الذي كنت أعرفه عن إثيوبيا ينتمي الى تاريخ بعضه موغل بالقدم والمتمثل بهجرة المسلمين الأوائل الى الحبشة على عهد النجاشي.و"خلف الله" على فيلم الرسالة لمخرجه  الراحل الكبير مصطفى العقاد أن عرفنا على ملك لن يظلم في أرضه أحد. وبالفعل لم يسلم النجاشي  طبقا لسيناريو الفيلم ولا أعرف إن كان ذلك جزء من مرويات التراث أم لا  المسلمين المهاجرين الى أعز أصدقائه آنذاك عمرو بن العاص قبل إسلامه.

وفي التاريخ الحديث أعرف إثيوبيا من خلال الإمبراطور هيلاس هيلاسي الذي كان هو الآخر شاها مثل الشاه أريامهر شاه إيران الأسبق محمد رضا بهلوي. وهيلاسي حكم أثيوبيا عقودا طويلة من  الزمن, وكان ينوي البقاء مدى الحياة لولا ضابط مغمور إسمه منغستو هيلا ميريام  الذي وضع حدا لرغبته تلك. تسلم  ميريام السلطة في أثيوبيا أيام الإنقلابات التي كانت قبل عقود "على أفا من يشيل". كل مستلزمات الإنقلاب ضابط برتبة رائد ودبابة "نص ردن" ومكان خفي لمقر الإذاعة لإذاعة البيان رقم واحد وضابط خائن داخل القصر شريطة أن يكون من "حبال مضيف" الملك أو الرئيس أو الإمبراطور .

مع  ذلك تطورت الأوضاع والأحوال في أثيوبيا بشكل سريع نحو النهضة. قوام هذه النهضة "سد النهضة" على نهر النيل برغم كل ما أثاره ولايزال يثيره من مشاكل وإعتراضات من قبل مصر والسودان بسبب مابات يعرف بالغطرسة الأثيوبية وتعاملها المتعالي بوصفها دولة منبع مع دول المصب التي هي السودان ومصر. مصر بالذات تضع حتى الآن يدها عى الزناد في حال بقيت أديس أبابا متمسكة بموقفها في ملء السد. المفاوضات الشائكة والوساطات الدولية لم تؤثر كثيرا في الحد من العناد الأثيوبي.

لاننسى إننا حسدنا إثيوبيا قبل معارك تيغراي الإقليم الفيدرالي. فلأول مرة تتسلم سيدة منصب رئيسة الدولة وهي الدبلوماسية سهلى  ورق زودي. حسدنا أثيوبيا أيضا لأن مسلما هو آبي أحمد تولى منصب رئيس الوزراء. صحيح أن أثيوبيا بلد متعدد الأعراق والديانات لكن وصول سيدة الى منصب رئيسة البلاد في بلد ديمقراطي السلطة فيه للبرلمان ومسلم يتولى المنصب التنفيذي الأول في البلاد يعد تطورا مهما لاسيما في القارة الأفريقية.

المفاجأة التي لم تكن تخطر على البال, ربما بالي أنا بوصفي لم أسمع من قبل بالتيغراي هي إندلاع النزاع المسلح  الآن بين الدولة الإتحادية وبين أحد أقاليمها. وطبقا لما يجري تداوله فإن السبب الرئيس لهذا النزاع يعود الى أن فيدرالية الجماعة "نص ردن". نصيحة: يتعين على كل من فيدراليته "نص ردن" أن "يباوع" على تيغراي التي حتى إرتيريا طلعت لها صفح. فليس كل نظام فيدرالي .. ردن ونص.

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك